كتاب مصادر تلقي السيرة النبوية

وكذلك طريقة تعامله مع المسلمين نبياً مشرعاً ورسولاً قدوة في جميع الأحوال، حتى كان لهم المثل الكامل الأعلى.
لقد جمعت السيرة النبوية بهذا التعريف والمفهوم الواسع عدة مزايا جعلت دراستها متعة روحية، وعقلية، وتاريخية، ونفسية، وهي إلى جانب ذلك كله ضرورية لكل مسلم ومسلمة.
ذلك من أجل أن ينضموا إلى ركْب الدعاة والمصلحين ممن يقع على عاتقهم إبلاغ الناس المنهج الرباني الصحيح، الذي تلقاه هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى، فبلَّغ ونصح الأمة حتى لقي ربه صلى الله عليه وسلم فكان القدوة الحسنة للناس في القول والعمل، في كل تصرفاته العامة والخاصة.
كما حكت لنا ذلك كتب السيرة، والشمائل، والدلائل، والخصائص، والمعجزات وما جمع فيها من الآثار، والأخبار، والقصص، والحوادث، وما جمع فيها من الأدعية، والأذكار، والمناجاة، والعمل بالليل والنهار، وما حفظت لنا هذه الكتب من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وما حفظه لنا بعض أصحابه وآل بيته من صفته وصفاته (1) والتي لم تحفظ كتب الأدب، والتاريخ، والأنساب صفة أكثر دقة، وأعظم استيعاباً لكائن من كان منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها سواه.
فكانت بحق أعظم وأكمل سيرة لإنسان على وجه الأرض، كيف لا، وهي السيرة المؤسسة على النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والوثائق التاريخية، والتي جعلتها صالحة لكل زمان ومكان؟ ويكفيه أن قال عنه ربه:
__________
(1) سأل الحسن بن علي، خاله هند بن أبي هالة، وكان وصَّافاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن وصف، انظر الترمذي: ص/265-266.

الصفحة 17