كتاب اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم مع دراسة هذه الظاهره عند ابن معين

فيه مراراً فزعم أنه: ليس بشيء" قال: "وكان طفيلياً" (1) .
قال: "كان زكريا بن منظور قد وَلي القضاء فقضى على حماد البربري، فلذلك حمله هارون إلى الرقة بذاك السبب، ليس بثقة" (2) .
وقال الدوري: "سئل يحيى عن زكريا بن منظور فقال: ليس به بأس.
فقلت: قد سألتك عنه م‍رة، فلم أرك فيه جَيِّد الرأي، أو نحو هذا من الكلام. فقال: ليس به بأس وإنما كان فيه شيء؛ زعموا أنه كان طفيلياً" (3) .
ويؤيد قوله الأخير قوله في رواية الدارمي: "قلت: فزكريا بن منظور كيف حديثه؟ فقال: ليس به بأس" (4) .
إلا أن ابن شاهين يرى التوقف فيه حيث قال: "وهذا الخلاف في زكريا يوجب التوقف؛ لأن يحيى ذَمَّهُ فروجع فيه فذمه وقال: هو طفيلي، والطفيلي الذي لا يبالي من أين كان مطعمه؟ ومن كانت هذه صورته في المطعم خفت ألا يكون مأموناً في العلم، وقد مدحه أحمد بن صالح فيوجب الوقف فيه إن شاء الله" (5) .
وكذلك يرى الخطيب البغدادي أن يحيى بن معين قد اختلف قوله فيه (6) .
__________
(1) تاريخ يحيى بن معين 2/174، الضعفاء للعقيلي 2/84، الجرح والتعديل 3/597، الكامل 3/1067.
(2) تاريخ يحيى بن معين - الدارمي - 2/174، الضعفاء للعقيلي 2/84، الجرح والتعديل 3/597 ت2701، وتاريخ بغداد 8/453.
(3) تاريخ يحيى بن معين - الدارمي - 2/174، الكامل 3/1067، تاريخ بغداد 8/453، تهذيب الكمال 9/ 371. الميزان 2/78، وتهذيب التهذيب 3/333.
(4) تاريخ الدارمي ص113 رقم (340) ، والمصادر السابقة.
(5) المختلف فيهم ترجمة (12) ، وفي إكمال التهذيب 5/69 فسر قول يحيى بـ"طفيلي يعني في الحديث".
(6) تاريخ بغداد 8/ 453 وذهب الخطيب إلى تضعيفه لأنه ختم ترجمته بقول الدارقطني "متروك" وإذا اختلفت الأقوال في الراوي عند الخطيب فالتعويل على القول الأخير. نقل ذلك عنه أبو محمد بن الآبنوسي. انظر: تذكرة الحفاظ (1139) ، وسير أعلام النبلاء 11/417، يقول الخطيب: "كل من ذكرت فيه أقاويل الناس من رح وتعديل فالتعويل على ما أخرت". وفي السير: "وختمت به الترجمة ".

الصفحة 57