كتاب جهود المحدثين في بيان علل الحديث

ومِنْ ذلكَ أيضاً:
- قولُ أبي عُمر الباهليِّ: كنَّا عند عبد الرحمن بن مهديّ، فقام إليه خُراساني فقال: يا أبا سعيد حديثٌ رواهُ الحسنُ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: من ضَحِكَ في الصلاة فليعد الوضوءَ والصَّلاة، فقال عبدُ الرحمن: هذا لم يروه إلا حفصة بنتُ سيرين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالَ له: من أين قلتَ؟ قالَ: إذا أتيتَ الصَّرَّافَ بدينار فقال لك: هو بَهْرج تقدر أن تقول له: مِنْ أينَ قلت؟! قلتُ: ففسِّره لنا. قال: إنَّ هذا الحديث لم يروه إلا حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم. فسمعه هشام بنُ حسَّان من حفصة، وكان في الدار معها، فحدث به هشامٌ الحسن، فحدَّثَ به الحسنُ فقال: قال رسول صلى الله عليه وسلم. قالَ: فمن أينَ سمعها الزهريُّ؟ قال: كانَ سليمانُ بنُ أرقم يختلفُ إلى الحسن، وإلى الزهريّ فسمعه من الحسن، فذاكر به الزهريَّ، فقالَ الزهريُّ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله (1) .
ومِنْ ذلكَ أيضاً:
- قولُ مسلم بنِ الحجاج: "ذِكْرُ الأحاديثِ التي نُقلتْ على الغلطِ في متونها:
حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق قال: سألتُ الأسودَ بنَ يزيد عمّا حدثتْ عائشة عن صلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) المحدّث الفاصل (ص312) .

الصفحة 58