كتاب علم علل الحديث ودوره في حفظ السنة النبوية

فقالا: هذا خطأ إنما هو: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال: "ما على أهل هذه لو انتفعوا بإهابها".
فقلت لهما: الوهم ممن؟ قالا: من القرقساني” (1) .
وبه عَلَّلَه الإمام أحمد، كما في "المنتخب من العلل" للخلال (2) .
وبه علله ابن حبان في المجروحين فقال: وهذا المتن بهذا الإسناد باطل (3) .
ومما يدخل في عدم تمام الضبط: الاضطراب.
وهذه العلة من الأسباب الخفية المضعفة لحديث الراوي، لأنها لا تظهر، إلا بجمع الطرق والأسانيد كما تقدم في الباب الأول، ومعرفة الاختلاف على الراوي الذي عليه مدار الرواية، حتى يتعين موضع الاضطراب في السند أو المتن، وممن هو؟
مثاله: ما أخرجه ابن أبي شيبة ومن طريقه ابن ماجه والدارقطني وأحمد كلهم من طريق وكيع عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت عن عراك بن مالك عن عائشة قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يكرهون أن يستقبلوا بفروجهم القبلة فقال: "أراهم قد فعلوا استقبلوا بمقعدتي القبلة" (4) .
وأورده ابن أبي حاتم (5) من طريق حماد وفيه عن عراك سمعت عائشة مرفوعاً.
__________
(1) علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 135) .
(2) المنتخب من العلل (ص 43) .
(3) المجروحين (2/ 294) .
(4) مصنف ابن أبي شيبة (1/ 11) ، وسنن ابن ماجه (1/205) ، ومسند أحمد (6/137) وسنن الدارقطني (1/ 60) .
(5) العلل (1/ 29) .

الصفحة 60