كتاب علم التخريج ودوره في حفظ السنة النبوية - محمد بن ظافر الشهري

سادساً: يختلف ترتيب المخرجين لكتب الحديث في تخريجاتهم بحسب الغرض من التخريج، فهم –في الأصل- يقدمون الصحيحين ثم السنن ثم المسانيد ثم المعاجم ثم بقية الكتب المخرج منها (1) . وقد تقدم الكتب التي شرطت الصحة على المسانيد إلا مسند أحمد فإنه يقدم عليها (2) . وأحياناً يقدم أحمد على السنن (3) . لكن قد يعرض لهذه القاعدة مايقتضي عدم الالتزام بها كما لو اعتنى المخرج بالمتابعات وترتيبها فإنه يقدم ويؤخر تبعا لهذا الغرض (4) .
سابعاً: يختلف المخرجون تخريجا مختصراً في مقدار تخريجهم، فبعضهم يقتصرعلى العزو، كقول السيوطي عن حديث: "لما استقبلني جبريل بالرسالة": البزار ا?‍ (5) . ويذكر البعض العزو والراوي الأعلى كقول المناوي عن حديث: "أنا دعوة أبي إبراهيم": أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن العرباض بن سارية. ا?‍ (6) . ويزيد البعض على ذلك بيان الدرجة كقول العراقي عن حديث: "من ألقى جلباب الحياء": أخرجه ابن عدي وابن حبان في الضعفاء من حديث أنس بسند ضعيف ا? (7) .
وربما ذكر بعضهم علة في الحديث على سبيل الإيجاز كقول السخاوي عن حديث: "عمل العادل في رعيته": هو في مسند الحارث وراويه عن أبي هريرة
__________
(1) انظر: نصب الراية 2/42- نتائج الأفكار1/309.
(2) انظر: نصب الراية 2/125- 200.
(3) انظر: تغليق التعليق3/ 281- نتائج الأفكار 1/447.
(4) انظر: نتائج الأفكار 1/75 فقد بدأ بالترمذي فالنسائي فأحمد فأبي داود ... وله أمثلة كثيرة.
(5) مناهل الصفا ص 127.
(6) الفتح السماوي 1/181.
(7) المغني – هامش الإحياء 1/194.

الصفحة 30