كتاب علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية - عبد الغفور البوشلي

المقدمة:
قبل أن أدخل في موضوع البحث أريد أن أُعرِّف التخريج لغة واصطلاحاً وإطلاقاته عند المحدثين، فأقول:
التخريج لغة:
التخريج مشتق من مادة خرج خروجاً، والخروج نقيض الدخول، وخارج كل شيء ظاهره. يقال: خرجت خوارج فلان إذا ظهرت نجابته (1) .
ومنه قوله تعالى: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] أي كمثل زرع أبرز وأظهر مزروعه وطرفه (2) ، ومنه قوله تعالى: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النازعات 29] أي: أبرز وأظهر نهارها ونورها (3) .
وقال ابن فارس: «فقولنا خرج يخرج خروجاً والخراج بالجسد … والخروج خروج السحابة، يقال ما أحسن خروجها، وفلان خرّيج فلان، إذا كان يتعلم منه كأنّه هو الذي أخرجه من حدّ الجهل» (4) ، فكلّ ما ذكر يتضمن معنى الظهور، وورد الاستخراج والاختراج بمعنى الاستنباط أيضاً، ويقال أيضاً: وخرّجه في الأدب فتخرَّج فهو خِرِّيج (5) ، ومن ذلك خِرِّيج
__________
(1) لسان العرب (2/249، 250) والقاموس المحيط (1/184) .
(2) تفسير القرطبي (16/294) .
(3) معالم التنزيل للبغوي (4/445) .
(4) معجم مقاييس اللغة (2/175 – 176) .
(5) القاموس المحيط (1/185) .

الصفحة 5