كتاب منهج ابن الأثير الجزري في مصنفه النهاية في غريب الحديث والأثر

597هـ من أهم المصنفات في القرن السادس، وكان يأمل -كما ذكر في مقدمته- (1) أن يُغني كتابه عن جميع ما صُنِّف في ذلك. وقد اعتمد اعتماداً كبيراً على كتاب الهروي.
وآخرُ مصنف من المصنفات المهمة هو: "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار"للشيخ محمد طاهر الصديقي الفَتَّني (2) المتوفى سنة 986هـ، وقد سارَ فيه على منهج الترتيب الهجائي وَفْقَ الحرف الأول، وهو المنهج الذي استقرت عليه المؤلفات في هذا الفن، وقد أفادَ من التراث الضخم الذي تركه السلف في غريب الحديث والأثر، ويُقِرُّ في مقدمته (3) بأنَّ كتاب"النهاية"كان أصلاً له"ولم أغادر منه إلا ما نَدَرَ أو شاعَ بينهم وانتشر، وأضم إلى ذلك ما في ناظر عين الغريبين من الفوائد، وما عثرت عليها من غير تلك الكتب من الزوائد". وقد وضع الفَتَّني رموزاً لبيان ما اقتبسه من كل مصدر من المصادر التي أشار إليها في مقدمته، وجاء كتابه في خمسة مجلدات كبيرة.
ومن مناهج التأليف في علم غريب الحديث كتب الاستدراك على المتقدمين وإصلاح الغلط الذي جرى على مصنفاتهم. ومن هذه المصنفات كتاب لُغْذة الأصبهاني (4) الحسن بن عبد الله المتوفى سنة 280هـ في"الرد على أبي عُبَيْد في غريب الحديث"، وكتاب"التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها
__________
(1) غريب الحديث: 1/ 4.
(2) انظر في ترجمته: الأعلام: 6 / 172.
(3) مجمع بحار الأنوار: 1 / 24.
(4) انظر: معجم الأدباء: 2 / 873، البغية: 1 / 509.

الصفحة 14