كتاب منهج ابن الأثير الجزري في مصنفه النهاية في غريب الحديث والأثر

أخرجه الخطابي والزمخشري عن ابن عباس، وأخرجه أبو عبيد عن عُبيد بن عمير الليثي، وأخرجه الأزهري عن محمد بن الحنفية".
ويذكر حديث (1) أسيد بن مظعون "طِرْت بغنائها وفُزْت بحيائها" يقول: هكذا ذكره الدارقطني من طرق في كتاب"ما قالت القرابة في الصحابة"، وفي كتاب"المؤتلف والمختلف"، وكذلك ذكره ابنُ بَطَّة في الإبانة".
ومن الطبيعي أن يستقي ابن الأثير جُلَّ النصوص التي يستشهد بها على مادته اللغوية، من الحديث الشريف نفسه، وكان من منهجه أن يسوق شواهد عديدة منه، تتفق وحديثَ الباب الذي انطلق منه، وكان يحرص على بيان الصلة التي تربط بين هذه الشواهد.
ففي مادة (أشر) يورد في الخيل حديث (2) : "ورجل اتخذها أشَراً وبَذَخاً" ثم يقول: الأشَرُ: البطَر، ومنه حديث الزكاة"كأَغَذِّ ما كانت وأسمَنِه وآشَرِه". أي: أبطرِه وأنشطِه، ومنه حديث الشعبي: "اجتمع جوارٍ فأَرِنَّ وأَشِرْنَ".
وفي مادة (حثل) يورد حديث (3) : "لا تقوم الساعة إلا على حُثالةٍ من الناس" ثم يقول: "الحُثالة الرديء من كل شيء". ومنه الحديث: "كيف أنت إذا بَقِيتَ في حُثالة من الناس" يريد: أراذلهم، ومنه الحديث: "أعوذ بك من أن أبقى في حَثْلٍ من الناس".
وفي مادة (نضب) يورد حديث (4) : "ما نضب عنه البحر وهو حيٌّ
__________
(1) النهاية: 3 / 168.
(2) النهاية: 1 / 51.
(3) النهاية: 1 / 339
(4) النهاية: 5 / 68.

الصفحة 38