كتاب منهج ابن الأثير الجزري في مصنفه النهاية في غريب الحديث والأثر

هذين الكتابين من كتب الحديث المدوَّنة المصنَّفة، في أول الزمان وأوسطه وآخره، فتتبَّعْتُها واستقريت ما حضرني منها، وأضفتُ ما عثرتُ عليه من الغرائب إلى ما في كتابيهما في حروفها مع نظائرها".
لقد لحظ ابن الأثير إذاً: أنَّ ثمة مادةً من غريب الحديث قد فاتت هذين الكتابين فاضطر للبحث عنها في غيرهذين الكتابين، يقول (1) : "فتتبعتُها وأضفت ماعثرت عليه من الغرائب إلى ما في كتابيهما في حروفها مع نظائرها"فهو إذاً يأخذ من كتابَيْ الهروي وأبي موسى أحاديث غريبة ويميزها بين الحرفين (هـ) ، (س) ، والذي ترجَّح لي أنَّه لا يعني المادة العلمية، وإنَّما يعني نصوص غريب الحديث.
مثال ذلك: ورد في"النهاية"في مادة"أبل" (2) بعد الحرف (س) : "وقيل: هو من الوبال، فإن كان من الأول فقد قُلبت همزته في الرواية الثانية واواً، وإن كان من الثاني فقد قُلبت واوه في الرواية الأولى همزة". وهذا كله ليس في كتاب أبي موسى (3) .
وأورد ابن الأثير في المادة نفسها (4) : " (س) يعني أنَّ المَرْضِيَّ المنتخب من الناس في عزَّة وجوده، كالنجيب من الإبل القوي على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل. قال الزهري:...........". وهذا كله ليس في كتاب أبي موسى (5) ، وإنَّما في كتاب أبي موسى نصّ الحديثين: "لا
__________
(1) النهاية: 1 / 10.
(2) النهاية: 1 / 15.
(3) انظر: المجموع المغيث لأبي موسى: 1 / 19.
(4) النهاية: 1/ 15.
(5) انظر: المجموع المغيث: 1 / 19.

الصفحة 78