كتاب قواعد تناول الإعجاز العلمي والطبي في السنة وضوابطه

على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال لا يضرهم من خالفهم أو من خذلهم حتى يأتي أمر الله" (1) . ونقف هنا ثانية كي نشير هنا إلى أن الشبهات التي أثيرت حول التفسير العلمي - وكذلك ما سبق من التردد في مجال الإعجاز العلمي - إنما هي عند التحقيق منصبة في مجملها على البحوث غير المنضبطة؛ حيث وقع أصحابها في التسرع أو الغفلة عن بعض الضوابط المقررة. علماً بأن مثل تلك البحوث لا تمثل إلا حالات شاذة مرفوضة؛ لذلك فإن الهيئة العالمية عندما تنظر في بحث من البحوث تضعه في مكانه على حسب قربه من تحقيق ما يشترط في البحوث أو بعده عن تلك الشروط والقواعد، ولذلك نرى أن البحوث في مآلها تكون على درجات ثلاث:
1- بحوث مجازة، وهي التي توافرت فيها شروط البحوث المطلوبة، وأخذ أصحابها بعين التقدير المحترزات كلها.
2- بحوث لا تزال موضع النظر؛ لاستلزامها إضافات، ولاحتوائها على سلبيات تمنع من إجازتها.
3- بحوث مرفوضة؛ لانخرام شرائط أساسية فيها، أو لعدم توافر المستلزمات البحثية الأساسية فيها.
ولقد ذكرنا آنفا أن الإعجاز العلمي يمثل شاهداً إضافياً على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستوي في ذلك الحكم إن كان الإعجاز قرآنياً أم
__________
(1) انظر سنن أبي داود 3/ 11.

الصفحة 5