كتاب قواعد تناول الإعجاز العلمي والطبي في السنة وضوابطه

بالسنة، ومن هنا فإن الادعاء بوجود إعجاز علمي لا يُسَلَّم به إلا بعد ثبوت تحقيق مناطه والذي يتمثل بحقيقتين هما:
أولاً: ثبوت اكتشاف هذه الحقيقة من قبل العلماء بشكل مستقر وذلك بعد برهنة المتخصصين في مجالها على ثبوتها.
ثانياً: صحة الدلالة على تلك الحقيقة في نص من نصوص السنة المطهرة، وذلك دون تكلف أو اعتساف في الاستدلال. علماً بأن الرابط الذي يعطي هذا المناط قيمته هو عدم إمكان إحاطة البشر بتلك الحقيقة وقت التنزيل؛ ولذلك فإن خطوات إثبات شاهد من شواهد الإعجاز العلمي في حديث شريف تصبح خمسة وهي:
1- إثبات وجود دلالة في النص على الحقيقة الكونية المراد إثبات وجود إعجاز علمي بصددها.
2- ثبوت تلك الحقيقة الكونية علمياً بعد توافر الأدلة التي تحقق سلامة البرهنة عليها.
3- ثبوت استحالة معرفة البشر بتلك الحقيقة الكونية وقت تنزيل القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتي اكتشفت لاحقاً في الأزمنة المتأخرة.
4- تحقق المطابقة بين دلالة النص من كتاب الله عز وجل أو من سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبين تلك الحقيقة الكونية.
5- ثبوت أن النص من السنة المطهرة الذي نستنبط منه الإعجاز العلمي المشار إليه، هو صحيح أو حسن، إذ لا يعتمد في هذا المجال الأحاديث الواهية أو الساقطة.
وهكذا نلاحظ في هذا الميدان أننا نعالج ما نسميه: استنباطاً من النص. وهذا يملي علينا التزام منهج علماء الأمة في تفسير القرآن الكريم،

الصفحة 6