كتاب تجربتي مع الإعجاز العلمي في السنة النبوية

ومنه اشتقت "المعجزة" وهي اسم فاعل ألحقت به التاء للمبالغة (1) .
وأما في الاصطلاح: فيدور تعريف من عرفها من علمائنا السابقين على المعنى التالي: "أمر خارق للعادة، مقرون، مع عدم المعارضة".
بين مطول في التعريف ومختصر له.
وجاء في شرح العقيدة الطحاوية–نقلاً عن ابن تيمية دون ذكره: "المعجزة في اللغة تعم كل خارق للعادة، وفي عرف أئمة أهل العلم المتقدمين كالإمام أحمد بن حنبل، وغيره، ويسمونها"الآيات" (2) .
هذا، ولم تكن كلمة إعجاز ولا معجزة شائعة في الاستعمال، وإنما جاء في القرآن الكريم إطلاق اسم"الآية" و" البينة"و "البينات"، وجاء وصف معجزات الأنبياء–عليهم السلام- بأنها برهان (3) .
وقد بدأ استعمالها- أي المعجزة- في أواخر القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث في كتابات العلماء الذين ألفوا في بيان دلائل الإعجاز في القرآن
__________
(1) انظر: الصحاح للجوهري3/884/ معجم مقاييس اللغة لابن فارس 4/232/ مفردات غريب القرآن للأصفهاني (عجز) ، لسان العرب لابن منظور، تاج العروس شرح القاموس للزبيدي.
(2) شرح العقيدة الطحاوية 2/ 746 ومجموع الفتاوي 11/311-335.
(3) جاء لفظ (آية) بمعنى العلامة البينة على صدق الرسل دافعة إلى الإيمان بالله تعالى أكثر من ثمانين مرة في القرآن.
وجاء لفظ (آيات) بهذا المعنى أكثر من ذلك.
كما جاء لفظ (بينة) بهذا المعنى اثنتي عشرة مرة.
وجاء لفظ (بينات) بالمعنى المذكور أربعين مرة.
وأما لفظ (برهان) في المعنى المذكور فورد في آيتين الأولى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [النساء: 174] .
وبالتثنية في قوله تعالى {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ} [القصص: 32] .

الصفحة 4