كتاب تجربتي مع الإعجاز العلمي في السنة النبوية

كما يدخل في هذا أيضاً ما يوضع من الضوابط التي تقضي أن المتكلم في الإعجاز ينبغي أن يكون عالماً متثبتاً، وذلك لأن غير العالم لا يعرف الحق من غيره. ويدخل أيضاً في هذه النقطة الإشارة إلى أن القول بالإعجاز يجب أن يتوافر عليه فريق متكامل من أهل العلم بشتى أنواع التخصص حتى يستطيعوا أن يحيطوا بدقائق العلوم التي يحويها النص القرآني، أو النص النبوي.
إضافة إلى هذا يجب أن يراعى في جانب تفسير النص القرآني، أو النبوي أن أفضل ما يبين المعنى فيها هو ما جاء فيها حول الموضوع الذي يبحث فيه، فلذا كان على الباحث أن يجمع كافة النصوص الواردة في الموضوع ذاته ليتبين له المعنى الصحيح منه قدر الإمكان.
ويدخل في هذا اعتبار ما في النص القرآني أو النبوي من الحقيقة أو المجاز، فيفسر حسب ذلك على ظاهره ما لم يكن في النص قرينة على إرادة المجاز، أو في نصوص أخرى بيان للمعنى المراد، ولهذا ذكرت أنه لا بد من جمع الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الواردة في الموضوع لمعرفة المعنى المراد للشارع.
الضابط الثالث:
النظر في سياق الآية وسباقها، فلا يجوز أن نقطع الآية الكريمة عما سبقها، أو عما يأتي بعدها لنبين إعجازاً في جزء منها، اللهم إلا إذا كان بيان الإعجاز في جزء من الآية لا يؤثر في سياق الآية، وسباقها، وذلك مثل قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} [الحديد: 25] فإن بيان أن الحديد ليس في الأصل من معادن الأرض التي خلقت فيها، لا يؤثر في معنى الآية من قريب أو بعيد.

الصفحة 45