كتاب السيرة النبوية عند الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد

من أوائل من قدَّم للأمة الإسلامية ما عرف بالزوائد (1) ؛ والكتاب من أهم كتب السنن بعد الأصول الستة، ومَنْ يطَّلع عليه يعترف بمكانة مؤلفه في الحديث (2) ، بل قيل عنه: إنه يأتي في المرتبة الأولى بعد الكتب الستة من حيث الجمع والترتيب والتنسيق (3) وقال عنه الكتاني: "وهو من أنفع كتب الحديث، بل لم يوجد مثله كتاب ولا صنف نظيره في هذا الباب" (4) ، وهو فعلاً ثمرة جهود متواصلة من البحث والتدقيق والتأليف.
ومع هذا فإنه يظل عملاً بشرياً يعتوره النقص، ولذلك نجد عدداً من أهل الاختصاص في القديم والحديث يتتبعون أوهامه ويستدركون عليه؛ كالحافظ ابن حجر (5) ، والسيوطي (6) ، ومن المُحْدَثِيْنَ: الشيخ الدرويش (7) والشيخ علوش (8) ، والشيخ الدعيس (9) ،
__________
(1) الدرويش، بغية الرائد 1/63.
(2) انظر الحاشية رقم 1 من ص 373 من كتاب ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي.
(3) الدرويش، بغية الرائد 1/24.
(4) الرسالة المستطرفة ص 172.
(5) قال ابن حجر: " كنت قد تتبعت أوهامه في (مجمع الزوائد) فبلغني أن ذلك شق عليه، فتركته رعاية له " أنباء الغمر 5/260؛ والمجمع المؤسس 2/266، وتوجد بعض تلك الملحوظات على هامش مجمع الزوائد المطبوع، انظر مثلاً: 1/22، 29، 44،50، 58، 61، 64، 127.
(6) له كتاب اسمه " بغية الرائد في الذيل على مجمع الزوائد " ذكر هذا الكتاب في الترجمة التي كتبها عن نفسه في حسن المحاضرة 1/341، وقد ضمن السيوطي ذيله هذا ردوداً على الهيثمي وإضافات واستدراكات. علوش، علم زوائد الحديث ص 229.
(7) بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد 1/45 وما بعدها.
(8) علم زوائد الحديث ص 45، والأمثلة على ذلك في ص 230 وما بعدها.
(9) المقصد العلي ص 46 وما بعدها.

الصفحة 15