كتاب الكشف عن صاحب البسيط في النحو

وفِي "سِوى" ذهب جماعة منهم الرماني والعكبري إلى أنها ظرف متمكن، أي يستعمل ظرفاً كثيرا وغير ظرف قليلا، قال ابن هشام في التوضيح1: وإليه أذهب. ونقله في البسيط عن الكوفيين2.
ونقل في البسيط عن الفرَّاء أنه جوّز إضافة اسم الفاعل المعرّف بـ"أل" إذا كان للحال أو الاستقبال، نحو: الضارب زيد الآن أو غدا3.
وصاحب البسيط ممَّن يهتم بالقياس ويعدّه من أصول النحو، فيقبل حكماً لموافقة القياس، ويردّ آخر لبعده عن القياس. فيقول مثلاً. في بدل الغلط: جوّزه سيبويه وجماعة، والقياس يقتضيه4.
ويقول في حروف المعاني: القياس يقتضي عدم حذف حروف المعاني وعدم زيادتها5.
وفي باب "سنين" من الملحق بجمع المذكر السالم، قال السيوطي: "ومن العرب من يلزمه الواو وفتح النون، ومن العرب من يلزمه الواو ويعربه على النون كزيتون". قال في البسيط: "وهو بعيد من جهة القياس"6.
وصرّح صاحب البسيط بأن الضرورة لا يقاس عليها7.
وفي "لا" العاملة عمل ليس، قال في البسيط: "القياس عند بني تميم عدم إعمالها، ويحتمل أن يكونوا وافقوا أهل الحجاز على إعمالها"8.
وفي بحث "لات " العاملة عمل ليس، قال في البسيط: "يحتمل أن تكون التاء بدلا من "سين" ليس، كما في ست، وانقلبت الياء ألفاً على القياس"9.
ولكن صاحب البسيط يصرّح بتقديم السّماع على القياس. ومن ذلك: ذهب الكوفيون إلى أن أمثلة المبالغة لا تعمل، لأن اسم الفاعل إنما عمل لجريانه على الفعل في
__________
1 أوضح المسالك لابن هشام 2/ 2820.
2 همع الهوامع 3/ 161.
3 الأشباه والنظائر 2/ 438.
4 همع الهوامع 5/ 221.
5 الأشباه والنظائر 1/ 80.
6 همع الهوامع 1/ 160.
7 همع الهوامع 1/226.
8 همع الهوامع 2/ 120.
9 همع الهوامع 2/ 122.

الصفحة 161