كتاب خطاب الماردي ومنهجه في النحو

بحروف الاستثناء جماعة من النحويين، منهم الأخفش وأبو حاتم وابن النحاس. وأضرب عن ذكرها في باب الاستثناء سيبويه والمبرّد. وما أرى لإلحاقها في باب الاستثناء وجهاً، لأنك إذا قلت: جاءني القوم ولاسيما زيدٌ؛ فمعناه: ولامثل زيد فيمن جاءني، فكأنك قلت: لا يأتي مثل زيد, فإنما نفيت أن يكون أحد ممن جاءك شبهاً لزيد، ولعل زيداً قد جاءك أو لم يأتك".
وقال خطّاب 1: "ورأيت جماعة من النحويين ألحقوا "إلا أن يكون" في عدد حروف الاستثناء، وليس لها فيه حظ، وإنما حرف الاستثناء إلاّ ".
(8) المنادى المضاف إلى ياء المتكلّم
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إذا كان صحيح الآخر، نحو: يا غلامي، جاز فيه ست لغات.
قال ابن هشام 2: "فالأكثر حذف الياء والاكتفاء بالكسر نحو: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} 3.ثم ثبوتها ساكنة نحو: {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} 4. أو مفتوحة نحو: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} 5. ثم قلب الكسرة فتحة والياء ألفا نحو: {يا حسرتا} 6. وأجاز الأخفش حذف الألف والاجتزاء بالفتحة، كقوله:
بِلَهْفَ ولا بِلَيْتَ ولا لو انّي
أصله بقولي: يا لَهْفَ. َ
ومنهم من يكتفي من الإضافة بنيتها، ويضم الاسم، كما تُضم المفردات وإنما يفعل ذلك فيما يكثر فيه ألاّ ينادَى إلاّ مضافاً، كقول بعضهم: يا أمُّ لا تفعلي، وقراءة آخر: {ربُّ السجنُ أحبُّ إليّ} 7.
قال خطّاب المارديّ عن هذه اللغة الأخيرة 8: "والخامسة قليلة رديئة، وهي: يا غلامُ
__________
1 تذكرة النحاة 296.
2 أوضح المسالك 4/37.
3 سورة الزمر آية 16.
4 سورة الزخرف آية 68.
5 سورة الزمر آية 53.
6 سورة الزمر آية 56.
7 سورة يوسف آية 33.
8 ارتشاف الضرب 2/539.

الصفحة 131