كتاب خطاب الماردي ومنهجه في النحو

مجازا، وإلى الثاني حقيقة، إذ المسلوب في الحقيقة هو الثوب لا الرجل، والمعجب هو العِلم لا زيد.
(10) أسلوب نعم وبئس
يجوز في الفصيح "نِعْمَ الفتاةُ" في المدح، و "بئس الفتاة" في الذم بترك التاء فيهما، لأن المراد بالفتاة فيهما الجنس، وهو مؤنث مجازي.
وأل في الفتاة جنسية، خلافا لمن زعم أنها عهدية، ومع كون الحذف حسناً الإثبات أحسن منه 1.
وفصّل خطّاب في الترشيح فقال 2: "يجوز نعم الجارية، والأحسن التاء، وتقول: بئست المرأتان أختاك، وبئس المرأتان، وبئس النساء أخواتك، وبئست، إلاّ أن ترك التأنيث في الجماعة أحسن منه في الواحد والاثنين، وقد يجوز: نِعْمَ الزيدُ زيدُ بن حارثة، ونِعْم العمر عمر بن الخطاب، لأنك أردت واحداً من جماعة فصار جيداً حسنا لكل من له هذا الاسم، وكل معنى لا نظير له، ولا هو واحد من جنس يشركه في اسمه فلا يجوز وقوع نعم وبئس عليه، ولو قلت: نعمت الشمس هذه، ونعم القمر هذا، لم يجز من حيث جاز نعم الرجل، فلو قلت: نعم الشمس هند، ونعم القمرُ زيدٌ، جاز على التشبيه، ولو قلت: نعم القمرُ ما يكون لأربع عشرة، ونعمت الشمس شمس السعود جاز، لأنك أردت تفصيل أحوالها، كما تقول: هذه الشمس حارة وهذه الشمس باردة…".
(11) أسلوب حبذا
يقال في المدح: "حبذا", ويقال في الذم: "لا حبذا".
وقد اختلف في هذا التركيب "حبذا زيدٌ" على أقوال:
فمذهب سيبويه أن "حبّ" فعل، و"ذا" فاعل، وأنهما باقيان على أصلهما، وقيل: ركّبا وغلّبت الفعلية لتقدم الفعل، فصار الجميع فعلاً، وما بعده فاعل، وقيل: ركّبا وغُلبت الاسمية لشرف الاسم، فصار الجميع اسماً مبتدأ وما بعده خبر، ولا يتغير "ذا" عن الإفراد والتذكير، لأن ذلك كلام جرى مجرى المثل 3.
__________
1 شرح الأشموني 2/55.
2 تذكرة النحاة 285-286، ارتشاف الضرب 3/17.
3 أوضح المسالك 3/284-285.

الصفحة 133