كتاب التعجب من فعل المفعول بين المانعين والمجيزين

أ- كثرة هذا في كلامهم، نثراً ونظماً، مما يمنع حمله على الشذوذ؛ لأن الشاذ ما خالف استعمالهم، ومُطَّردَ كلامهم، وهذا غير مخالف لذلك 1 ومن الألفاظ التي بني فيها التعجب 2 من فعْلِ المفعول:
1- ما أجنه! 3.
2- ما أشغله!، وأشغل من ذات النَّحْيين 4.
3- ما أبغضه إلي! 5.
4- هذا الشيء أحب من كذا, وما أحبه إلي! 6.
3- هذا المكان أخشى من هذا, أي أخوف 7 أو أشد خوفاً.
6- ما أبركه!، جاء فعل التعجب على نية المفعول 8.
7- هو أجدُّ منك 9.
8- ما أعجبه برأيه! 10.
__________
1 زاد المعاد 1/ 92.
2 لم أميز التفضيل عن التعجب، لأن حكمهما واحد.
3 انظر الصحاح (جنن) 2093 واللسان (جنن) وسفر السعادة 595-598.
4 انظر مجمع الأمثال 1/ 80-82، وفيه 1/ 84: "وأما ما أشغله! فلا ريب في شذوذه، لأنه إن حمل على الاشتغال كان شاذا، وإن حمل على أنه من المفعول فكذلك".
5 في سيبويه 4/ 99- 100: "ما أبغضه إلي! إنما تريد أنه مبغض إليك، كما أنك تقول: ما أقبحه، وإنما تريد أنه قبيح في عينك، وما أقذره! إنما تريد أنه قذر عندك,..تقول: ما أبغضه إلي! , وقد بغض، فجيء على (فَعُل) و (فَعِل) وإن لم يستعمل". وانظر مجمع الأمثال 1/ 82 وفيه 1/ 85: "ما أبغضه إلي! , يكون من البغيض بمعنى المبغض، أي: ما أشد إبغاضي له ". وانظر الصحاح (بغض) .
6 في مجمع الأمثال 1/ 85: "ما أحبه إلي! , إن جعلته من حببتُه أحبه، فهو حبيب ومحبوب، كان شاذاً، وإن جعلته من أحببته فهو محب، فكذلك".
7 اللسان "خشي"، وفيه "جاء فيه التعجب من المفعول، وهذا نادر، وقد حكة سيبويه منه أشياء قال العجاج:
قطعت أخشاه إذا ما أحبجا.
8 اللسان (برك) .
9 اللسان (جدد) ، وفيه: "وقد جد، وهو أجد منك، أي: أحظ، قال ابن سيده: فإن كان هذا من مجدود فهو غريب، لأن التعجب في معتاد الأمر، إنما هو من الفاعل لا من المفعول، وإن كان من جديد، وهو حينئذ في معنى مفعول، فكذلك أيضاً، وأما إن كان من جديد في معنى فاعل، فهذا هو الذي يليق بالتعجب، أعني: أن التعجب إنما هو من الفاعل في الغالب، كما قلنا. قال أبو زيد: "رجل جديد: إذا كان ذا حظ من الرزق، ورجل مجدود مثله".
10 في مجمع الأمثال 1/ 85: "من الإعجاب لا غير، يقال: أعجب فلان برأيه، على ما لم يسم فاعله، فهو معجب"، وانظر الصحاح (عجب) 1/ 177 واللسان (عجب) .

الصفحة 155