كتاب التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ونماذج منه

واليتامى والمساكن وابن السبيل والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) (1) .
ولقد ورد الحث على الِإنفاق في القرآن في مواطن متعددة، ومن أهم ذلك أن القرآن المكي اعتنى بهذا الخلق العظيم:
قال تعالى: (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما زقناهم ينفقون) الشورى 38.
وقال تعالى: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) المعارج 25.
وقال تعالى: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ومايغني عنه ماله إذا تردى) الليل 5- اا.
وقال تعالى: (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلأ ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) (2) .
سادسا: كونها عونا لأهل الحاجات ورفعا لكرامتهم وصونا لها:
يقول القرضاوي: والزكاة بالنظر لأخذها تحرير للِإنسان مما يمس كرامة الإِنسان، ومؤازرة عملية ونفسية له في معركته الدائرة مع أحداث الحياة، وتقلبات الزمان، فمن الذي يأخذ الزكاة ويستفيد منها من الأفراد:
إنه الفقيى الذي أتعبه الفقر.
أو المسكين الذي أرهقته المسكنة.
أو الرقيق الذي أذله الرق.
أو الغارم الذي أضناه الدين.
أو ابن السبيل الذي أبأسه الانقطاع عن الأهل والمال (3) .
__________
(1) المال والحكم في الِإسلام، ص 52 ط 4، الدأر السعودية للنشر.
(2) انظر فقه الزكاة للقرضاوي (2/ 59 هـ 862) .
(3) فقه الزكاة للقرضاوي (2/ 872) .

الصفحة 108