كتاب تفسير الكتاب العزيز وإعرابه

وهذا العمر الطويل في ميدان العلم لعالم كابن الربيع قد هيأ الفرصة لجمع غفير من الطلاب والدارسين الذين قصدوا مجلسه وحلقة دروسه في مدينة إشبيلية قبل انتقاله منها، وفي مدينة سبتة بعد هجرته إليها، لكنّ العدد الذي أوردته بعض المصادر وكتب البرامج والفهارس الأندلسية أقلّ بكثير ممّا يتوقع، وربما كان له طلاب غير من ذكروا. وقد سبق لي حديث عن تلاميذه الذين وقفت عليهم في دراسة السفر الأولى من كتاب الملخص في ضبط قوانين العربية1، واكتفي بذكر بعض مشاهير طلابه الذين عرفوا بعلمهم وخلدوا بآثارهم الباقية من بعدهم.
أبو إسحاق الغافقي الإشبيلي (641 - 716 هـ) 2:
هو إبراهيم بن أحمد بن عيسى الغافقي الإِشبيلي يكنى بأبي إسحاق، خرجت به أسرته من إشبيلية بعد سقوطها في أيدي الصليبيين، فقصدت به سبتة مهاجر الأندلسيين أيام المحنة، وفي سبتة قدر له الاتصال بابن أبي الربيع وملازمته والأخذ عنه حتى استكمل تحصيله في مختلف العلوم التي واظب على تحصيلها، وقد خلف ابن أبي الربيع للتدريس، فكان منه مكان ابن أبي الربيع من شيخه أبي علي الشلوبين يوم خلفه على كرسي الدرس في جامع إشبيلية، أخذ عنه أبو عبد الله محمد البيري3، وشمس الدين محمد بن جابر الوادي آشي4، ويوجد الجزء الرابع من الكافي في الإفصاح عن مسائل كتاب الإيضاح بخط إبراهيم الغافقي هذا بالخزانة العامة بالرباط تحت الرقم 379 ك.
أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي الأندلسي5 (627-708 هـ) : قال عنه ابن جابر في برنامجه: "أشهر من أن يعرف به، ذو التواليف الجمة، والعلم الغزير، أستاذ بلده"6.
__________
1 ينظر الملخص 26-37، والبسيط 1/ 1 5-67.
2 برنامج الوادي آشي 166، وغاية النهاية 1/8، وبغية الوعاة 1/ 5 0 4، ودرة الحجال 1/176..
3 برنامج المجاري 98، 100، 101، 103.
4 برنامج الوادي آشي 116.
5 المصدر السابق 03 1- 4 0 1، الديباج المذهب ا/ 88ا، غاية النهاية 1/32.
6 المصدر السابق 03 1- 4 0 1، الديباج المذهب ا/ 88ا، غاية النهاية 1/32.

الصفحة 309