وكذلك: {عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا}، فرأس الآية {يَتَّكِئُونَ}، وتمام الكلام {وَزُخْرُفًا}؛ لأنه معطوف على {سُقُفًا}. ويقاس على هذا ما يشبهه.
والوقف التام من قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} ابتداء كلام آخر.
وأما الكافي: فهو الذي يُكتفى بالوقف عليه والابتداء بما بعده، وذلك بأن يكون اللفظ الموقوف عليه متعلقًا بما بجده من حيث المعنى لا من حيث اللفظ (¬1)، نحو قوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ}، ونحو: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (¬2)، ونحو: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)} (¬3)، وأمثالها.
وأما الحَسَن: فهو الذي يَحسُن الوقوف عليه ولا يَحسُن الابتداء بما بعده، بأن يكون اللفظ الموقوف عليه متعلقًا بما بعده لفظًا ومعنًى (¬4)، نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}، فالوقف عليه حَسَن؛ لأنَّ المعنى مفهوم، ولا يحسن الابتداء بما بعده (¬5) لكونه تابعًا لما قبله لفظًا ومعنًى.
¬__________
(¬1) وحكمه كالوقف التام: أنه يَحسُن الوقف عليه والابتداء بما بعده، والوقف عليه أولى من الوصل.
(¬2) فما بعدها: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}، فهي مرتبطة بها معنىً لا لفظًا.
(¬3) فما بعدها: {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} فهي أيضًا مرتبطة بها معنىً لا لفظًا.
(¬4) ينبغي أن يُعلَم أنه يلزم من التعلق اللفظي التعلق في المعنى ولا عكس، فلا يلزم من التعلق بالمعنى التعلق في اللفظ.
(¬5) وهو: {رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)}.