كتاب بغية المستفيد في علم التجويد

فصل: في همزة الوصل
وهي التي تَثْبُت في الابتداء وتُحذف في الوصل، وسُمِّيت بذلك لأنه يُتوصَّل بها إلى النطق بالساكن. واعلم أنَّ للقارئ حالتين: حالة ابتداء وحالة وقف، فكما أنَّ الأصل في الوقف السكون، فالابتداء لا بدَّ أن يكون بالحركة.
وهمزة الوصل تكون في الاسم والفعل.
وأما الفعل: فلا يخلو إما أن يكون أوَّله متحركًا أو ساكنًا، فإن كان متحركًا فلا يحتاج إلى همزة وصل، وإن كان ساكنًا احتاج إليها. ومن شأنها أنها لا تكون في مضارع مطلقًا، ولا في حرف غير لام التعريف، ولا في ماضٍ على ثلاثة أحرف، كـ {أَكَلَ} و {أَذِنَ}، و {أَمِنَ} ولا في ماض على أربعة، كـ (أكرم) و {أَحْسَنَ} و {أَحْكَمُ} ونحوها، ولا في أمر رباعي: كـ {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}، {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} ونحوهما.
فالهمزة في هذه المواضع كلها همزة قطع مفتوحة مطلقًا إلَّا في مضارع رباعي فمضمومة مطلقًا.
وتكون همزة الوصل في الماضي الخماسي كـ (انطلق)، والسداسي كـ (اسْتَخْرَج)، وفي أمرهما كـ (انطَلِق) و (اسْتَخْرِج) وأمر

الصفحة 60