كتاب الإعلام الملتزم بفضيلة زمزم

مقدمة
أما زمزم فهي وإن كانت أشهر من أن تُذكر، بركاتها أجلُّ من أن تُحصر، بئر المسجد الحرام، بينها وبين الكعبة شرَّفها الله تعالى قريب أربعين ذراعًا كما قاله الحافظ العسقلاني في "الفتح" (¬1).
وأما عمق البئر: فقال العلَّامة البكري (¬2): قد ذَرَعتُ الحبل
¬__________
(¬1) في "أخبار مكة" للأزرقي 2/ 85: من الركن الذي فيه الحجر الأسود إلى رأس زمزم أربعون ذراعًا.
ولم أقف على الخبر في "فتح الباري" لابن حجر.
(¬2) هكذا أورد المؤلف هذا الخبر عن البكري، ومثله خبران آخران يأتيان ص 24، وص 36. والبكري: هو الوزير الفقيه أبي عُبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى سنة 487 هـ، وكتابه هو: "معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع"، وقد ذكر فيه زمزم في 1/ 700 - 701، وقد قلَّبتُ الكتاب طويلًا بحثًا عن هذه الأخبار دون جدوى.
ثم أثناء بحثي لعزو الأبيات الشعرية التي نقلها المؤلف عن ابن الشيخ -الآتي ذكرها ص 31 - في كتابه "ألف باء" وقفت على هذه الأخبار، ولكن تبين أنها من كلام ابن الشيخ وليست من كلام البكري.
وسبب هذا الوهم عند المؤلف رحمه الله أنَّ ابن الشيخ نقل في كتابه "ألف باء" 2/ 462 عن البكري في "معجم ما استعجم" ثم زاد عليه كلامًا من عنده مُصدِّرًا له بقوله: قلتُ، فكأن المؤلف لم يتنبه لذلك فخلط بين الكلامين عفا الله عنه.

الصفحة 12