كتاب تحرير الأقوال في صوم الست من شوال

وقوله: "وهذا وظيفة الجهال" ليس من كلام مالك، وإنما هو أول كلام نفسه (¬1).
وهو كلام مردود عليه، شاهد عليه بما لا يخفى.

[إثبات استحباب صوم الست من شوال عند أهل العلم]
فقد قال في "المغني" (¬2) و"الغاية" (¬3) أن هذا الصوم مستحب عند كثير من أهل العلم. رُوِي ذلك عن كعب الأحبار، والشعبي، وميمون بن مهران.
وبه قال عبد الله بن المبارك (¬4)، والإِمام الشافعي، والأمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومن عددناه من علمائنا.
فكعب الأحبار (¬5): تابعي كبير جليل. روى عن (¬6)
¬__________
(¬1) في (م): كلامه بنفسه.
(¬2) هو المغني، لابن قدامة 3/ 156، ط. العاصمة بالقاهرة، وهو لبيان مذهب الحنابلة.
(¬3) لم يتَّضح لي المراد به، ولعله "الغاية القصوى في دراية الفتوى" للبيضاوي 685 هـ، فتكون الإِشارة إليه لبيان مذهب الشافعية. وذلك ليقرر أن الاستحباب هو ما عليه جمهور الفقهاء، خلافًا للمالكية.
(¬4) سنن الترمذي 1/ 146، قال ابن المبارك: هو حسن، هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ثم نقل عنه اختياره أن تكون أول الشهر وجواز تفريقها.
(¬5) اسمه كعب بن ماتع الحميري، له ترجمة في البداية والنهاية لابن كثير 1/ 33 - 35 وغيرها.
(¬6) في الأصل: "عنه"، وهو خطأ ظاهر.

الصفحة 44