كتاب صلاة التوبة والأحكام المتعلقة بها في الفقه الإسلامي

الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة: سَبَب صَلَاة التَّوْبَة:
سَبَب صَلَاة التَّوْبَة هُوَ وُقُوع المسلمِ فِي مَعْصِيّة سَوَاء كَانَت كَبِيرَة أَو صَغِيرَة 1، فَيجب عَلَيْهِ أَن يَتُوب مِنْهَا فَوْرًا 2، وَينْدب لَهُ أَن يُصَلِّي هَاتين الرَّكْعَتَيْنِ، فَيعْمل عِنْد تَوْبَته عملا صَالحا من أجل القربات وأفضلها، وَهُوَ هَذِه الصَّلَاة، فيتوسل بهَا إِلَى الله تَعَالَى رَجَاء أَن تقبل تَوْبَته، وَأَن يغْفر ذَنبه3.
قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ عِنْد كَلَامه على حَدِيث أبي بكر فِي صَلَاة التَّوْبَة، قَالَ:"وَفِيه اسْتِيفَاء وُجُوه الطَّاعَة فِي التَّوْبَة، لِأَنَّهُ نَدم فطهر بَاطِنه، ثمَّ تَوَضَّأ، ثمَّ صلى، ثمَّ اسْتغْفر"4.
وَقَالَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن قَاسم رَحمَه الله عِنْد شَرحه لحَدِيث أبي بكر أَيْضا، قَالَ:"وَفِيه اسْتِيفَاء، وُجُوه الطَّاعَة فِي التَّوْبَة، لِأَنَّهُ نَدم، فَتطهر، ثمَّ صلى، ثمَّ اسْتغْفر، وَإِذا أَتَى بذلك على أكمل الْوُجُوه غفر الله لَهُ بوعده الصَّادِق"5.
__________
1 نِهَايَة الْمُحْتَاج 2/122، حَاشِيَة قليوبي 1/216، حَاشِيَة الشرواني 2/238، بذل المجهود 7/378، مرقاة المفاتيح 2/187.
2 مَجْمُوع فَتَاوَى ابْن تَيْمِية 23/215، مدارج السالكين 1/297، شرح صَحِيح مُسلم 17/59.
3 شرح الطَّيِّبِيّ على الْمشكاة 3/180.
4 عارضة الأحوذي 2/197.
5 الإحكام شرح أصُول الْأَحْكَام 1/221.

الصفحة 164