كتاب صلاة التوبة والأحكام المتعلقة بها في الفقه الإسلامي

هَذَا كُله فِيمَا يتَعَلَّق بِالتَّوْبَةِ بِاللِّسَانِ، وَهِي المرادة هُنَا عِنْد الْإِطْلَاق، وَالَّتِي هِيَ مُنَاجَاة العَبْد ربه بإعلان النَّدَم على فعل الْمعْصِيَة، والعزم على عدم العودة إِلَيْهَا، وَطلب مغْفرَة الذَّنب الَّذِي ارْتَكَبهُ. أما النَّدَم بِالْقَلْبِ وَالَّذِي هُوَ فِي حد ذَاته تَوْبَة1، أَو ركنها الْأَعْظَم 2، لحَدِيث: "النَّدَم تَوْبَة" 3، فَإِنَّهُ يكون قبل
__________
1 مدارج السالكين 1/311، طرح التثريب 8/238.
2 فتح الْبَارِي 11/103، 104.
3 رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده 5/194، 195، رقم (3568) ، و6/46، رقم (4014، 4016) ، و6/83، رقم (4124) ، وَابْن الْمُبَارك فِي الزّهْد ص 368، حَدِيث (1044) ، والْحميدِي فِي مُسْنده 1/58، 59، حَدِيث (105) ، وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدِّيات: من قَالَ: الْقَاتِل تَوْبَة 9/361، 362، وَابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي كتاب الزّهْد بَاب ذكر التَّوْبَة 2/1420، حَدِيث (4252) ، والشاشي فِي مُسْنده 1/309، رقم (269) ، وَالطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير 1/33، وَأَبُو يعلي فِي مُسْند 85/380، حَدِيث (4969) ، وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب التَّوْبَة والإنابة 4/243 وَصَححهُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيّ، والقضاعي فِي مُسْند الشهَاب 1/42، 43، رقم (13، 14) ، وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية 8/312، وَابْن عدي فِي الْكَامِل 4/1464، وَالْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه: الْآدَاب بَاب من عَاجل كل ذَنْب بِالتَّوْبَةِ مِنْهُ وَسَأَلَ الله الْمَغْفِرَة ص 443. رقم (1190) من طرق عَن عبد الْكَرِيم بن مَالك الْجَزرِي عَن زِيَاد بن أبي مَرْيَم عَن عبد الله بن معقل عَن عبد الله بن مَسْعُود مَرْفُوعا، وَإِسْنَاده جيد، وَقد اخْتلف فِي زِيَاد بن أبي مَرْيَم فَقيل: هُوَ زِيَاد بن الْجراح، وَقيل: هما اثْنَان، وَكِلَاهُمَا ثِقَة. ينظر التَّارِيخ الْكَبِير للْبُخَارِيّ 1/347، الْعِلَل للدارقطني 3 /190 -193، تَهْذِيب التَّهْذِيب 3/384، 385.
وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده 6/45، حَدِيث (4012 تَحْقِيق شَاكر) ، والشاشي فِي مُسْنده 1/311، 312، حَدِيث (272) وَابْن حَاتِم فِي الْعِلَل 2/101، 102، حَدِيث (1797) ، وَالْبَغوِيّ فِي شرح السّنة كتاب الدَّعْوَات بَاب التَّوْبَة 5/91، حَدِيث (1307) وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده 9/13، حَدِيث (5080) ، 9/64، حَدِيث (5129) من طرق عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن زِيَاد بن الْجراح عَن عبد الله بن معقل بِهِ.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان (كَمَا فِي الْإِحْسَان كتاب الرَّقَائِق بَاب التَّوْبَة 2/379، حَدِيث 614) ، وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية 8/251 عَن الْمسيب بن وَاضح حَدثنَا يُوسُف بِهِ أَسْبَاط عَن مَالك بن مغول عَن مَنْصُور عَن خَيْثَمَة عَن ابْن مَسْعُود بِهِ. وَقَالَ أَبُو نعيم: "رَوَاهُ عَن مَالك جمَاعَة". وَإِسْنَاده ضَعِيف، الْمسيب بن وَاضح صَدُوق يُخطئ كثيرا كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِم، ويوسف بن أَسْبَاط ضَعِيف، وخيثمة لم يسمع من ابْن مَسْعُود. ينظر لِسَان الْمِيزَان 6/40، 317، تَهْذِيب التَّهْذِيب 3/179.
وَرَوَاهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد 9/405 من طَرِيق حسام بن مصك عَن مَنْصُور بِهِ، وحسام ضَعِيف يكَاد أَن يتْرك كَمَا فِي التَّقْرِيب.
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنده 9/171 من طَرِيق خَالِد بن الْحَارِث حَدثنَا مَالك بن مغول عَن مَنْصُور عَن خَيْثَمَة عَن رجل عَن عبد الله بن مَسْعُود، وَإِسْنَاده ضَعِيف لجَهَالَة الرَّاوِي عَن ابْن مَسْعُود.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان كَمَا فِي الْإِحْسَان الْموضع السَّابِق، حَدِيث (613) ، وَالْحَاكِم فِي الْموضع السَّابِق من طَرِيق يحي بن أَيُّوب عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا. وَصَححهُ الْحَاكِم، وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي التخليص بقوله: "هَذَا من مَنَاكِير يحي". وَقَالَ ابْن حجر فِي التَّقْرِيب فِي تَرْجَمَة يحي بن أَيُّوب - وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس الغافقي-: "صَدُوق رُبمَا أَخطَأ ".
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير 22/306، حَدِيث (775) ، وَأَبُو نعيمِ فِي الْحِلْية 10/398 من طَرِيق يحيى ابْن أبي خَالِد عَن ابْن أبي سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه مَرْفُوعا. ويحي بن أبي خَالِد وَشَيْخه مَجْهُولَانِ. ينظر اللِّسَان 6/252، وَقَالَ السخاوي فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة ص 152. "سَنَده ضَعِيف " وَينظر السلسلة الضعيفة 2/83.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير 1/69، والعقيلي فِي الضُّعَفَاء 4/259 عَن طَرِيق مُورق بن سخيت حَدثنَا أَبُو هِلَال عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا, وَقَالَ الْعقيلِيّ: "مُورق بن سخيت عَن أبي هِلَال الرَّاسِبِي وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ بِهَذَا الْإِسْنَاد"، و"مُورق " لم يوثقه سوى ابْن حبَان، وَقَالَ الذَّهَبِيّ: "فِيهِ جَهَالَة" شَيْخه أَبُو هِلَال صَدُوق فِيهِ لين كَمَا فِي التَّقْرِيب. ينظر الثِّقَات 9/198، وَالْمِيزَان 4/198، والتقريب ص481، وَاللِّسَان 1/111.
وَفِي الْجُمْلَة فَإِن هَذَا الحَدِيث صَحِيح، لاشك فِي صِحَّته، وَقد صَححهُ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء 4/259، والبوصيري فِي مِصْبَاح الزجاجة 4/248، 2/464، وَالشَّيْخ أَحْمد شَاكر فِي تَعْلِيقه على الْمسند، وَالشَّيْخ مُحَمَّد نَاصِر الدّين فِي صَحِيح سنَن ابْن مَاجَه 2/418، والأرنؤوط فِي تَعْلِيقه على شرح السّنة، وحسين أَسد فِي تَعْلِيقه على مُسْند أبي يعلي.

الصفحة 170