كتاب التاريخ عند ابن أبي شيبة

أما الأمان بمفهومه الواسع فيما يعرف بنظام المستأمنين في الحضارة الإسلامية لأهل الذمة والسفراء والتجار فلم يتطرق له على الرغم من توسع الإمام أبي يوسف فيه من قبل1.
تاريخ المدن:
أما في تاريخ المدن فقد أورد ابن أبي شيبة مجموعة أحاديث عن فضائل المدن والأقاليم الإسلامية مثل المدينة والكوفة والبصرة واليمن والشام2. ففي فضائل المدينة ذكر أن من أسمائها طابة وأن الدجال لا يدخلها في آخر الزمان، وكذلك حديث أن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها، وقد أورده الإمام مسلم في صحيحه فيما بعد3. كما أورد عدداً من الروايات عن مركزي الكوفية والبصرة في الإسلام4. وكذلك الحال بالنسبة لإقليمي اليمن والشام، ولهذا كانت هذه المعلومات مادة مناسبة للذين أرخوا لتلك المدن والأقاليم في القرون التالية مثل عمر بن شبة في تاريخ المدينة، وابن عساكر في تاريخ دمشق وبلاد الشام.
ولم يذكر ابن أبي شيبة شيئاً عن مدن وأقاليم مهمة مثل مكة وبغداد ومصر على الرغم أن سياق رواياته تطلب ذلك، فهل لم يجد ما يذكره عنها أم أن أقساماً حوتها من مصنفه ضاعت.
الفداء:
لازم الفداء وتبادل الأسرى العلاقات الحربية بين المسلمين وأعدائهم خلاله عصور التاريخ وذكر ابن أبي شيبة صوراً من كيفية إجرائه ووقائعه في عهد
__________
1 أبو يوسف: كتاب الخراج ص203-204.
2 ابن أبي شيبة ج12 ص179 - 191.
3 صحيح مسلم ج2 ص405.
4 ابن أبي شيبة ج12 ص188-189.

الصفحة 591