كتاب التاريخ عند ابن أبي شيبة

الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وعهد الدولة الأموية ومن ذلك أن الرسول عليه السلام فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين من بني عقيل1، وأنه لم يكن يقبل فدية أو أن يبقى أحد من قتلى المشركين إذا ما طلبوا ذلك2. وأشار إلى فداء جرى بالسوس في أقصى المغرب في العهد الأموي بين موسى بن نصير وأحد قواد الأعداء هناك 3.
ولم تذكره كتب التاريخ العامة كالطبري والمسعودي وابن الأثير على الرغم من أن المسعودي توسع أكثر من غيره في ذكر الأفدية بين المسلمين والروم4. ومن ثم تفرد به ابن أبي شيبة. بالنسبة لما ذكر من مصادر.
الإمامة والسياسة:
احتلت الإمامة والسياسة حيزاً مناسباً عند ابن أبي شيبة فقد جاء بعدد من الأحاديث والأقوال في طاعة الإمام ونص على أن الإمام الذي تجب طاعته هو من يحكم بما أنزل الله وأن يؤدي الأمانة الملقات على عنقه نحو محكوميه، وأن يكون من أولي العقل والفقه يقود الناس بكتاب الله عز وجل5.
وحذّر من تولي الإمارة في أي مجال حتى ولو في السفر إلا بشروطها من الحق والعدل "فإنه ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً لا يفكه من غله ذلك إلا العدل". والضابط فيها أن من يسألها يوكل إليها، وحسب الإنسان ضعفاً، ومن أوتيها من غير مسألة يعان عليها، وكفى بعون الله وتوفيقه لعبده6.
والمؤلف افتتح باب الجهاد بذكر ما ورد في الإمارة والسياسة وربما أسهم
__________
1 ابن أبي شيبة ج2 ص416.
2 المصدر السابق ج12 ص419.
3 المصدر السابق ج15 ص418.
4 المسعودي: التنبيه والإشراف ص160.
5 ابن أبي شيبة ج12 ص212 -214.
6 المصدر السابق ج12 ص215- 218.

الصفحة 592