كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

ومسائله: قضاياه الَّتِي يطْلب فِيهَا نِسْبَة محمولاتها1 إِلَى موضوعاتها2، كَقَوْلِنَا: ضَرَبَ فِعْلٌ مجرّد، وأكْرَمَ فِعْلٌ مزِيد، وفَعل مضموم الْعين مضارعه بِالضَّمِّ، إِلَى غير ذَلِك.
وإِذا علمت أنّ الْبَسْمَلَة من الْمَوْضُوع فَنَقُول: الِاسْم مُشْتَقّ من السمة عِنْد الْكُوفِيّين3 فأصله (وسم) واوي الْفَاء حذفت فاؤه [1/3/أ] وعوِّض عَنْهَا همزَة الْوَصْل، وَعند الْبَصرِيين من السموِّ، فأصله (سمو) واوي اللَّام حذفت، وعوِّض عَنْهَا همزَة الْوَصْل بعد تسكين فائه، واستدلّوا على ذَلِك بجمعه على أَسمَاء، وتصغيره على سميٍّ، وَأَصله: (سُمَيْوٌ) اجْتمعت الْوَاو وَالْيَاء وسبقت إِحْدَاهمَا بِالسُّكُونِ فقلبت الْوَاو يَاء، وأدغمت فِي الْيَاء؛ إِذْ لَو كَانَ أَصله (وسم) كَمَا يَقُول الْكُوفِيُّونَ لم يجمع على أَسمَاء؛ لِأَن فعْلاً صَحِيح الْعين لَا يجمع على أَفعَال كَمَا يعلم من الْخُلَاصَة4، وَلم يصغّر على سميّ بل على وسيم
__________
1 - مصطلح منطقي، وَهُوَ أحد أَجزَاء الْقَضِيَّة الحملية، وَهِي ثَلَاثَة أَجزَاء الْمَحْمُول، والموضوع، وَالنِّسْبَة، فالمحمول هُوَ الْمسند، أَو الْمَحْكُوم بِهِ سَوَاء تقدّم أم تَأَخّر نَحْو زيد كَاتب فالمحمول فِي هَذَا الْمِثَال هُوَ كلمة كَاتب، والموضوع هُوَ كلمة زيد. ينظر تسهيل الْمنطق: 37.
2 - مصطلح منطقي يُرَاد بِهِ: الْمسند إِلَيْهِ أَو الْمَحْكُوم عَلَيْهِ سَوَاء تقدم أم تَأَخّر: الْمرجع السَّابِق: 37.
3 - ينظر فِي هَذِه الْمَسْأَلَة: اشتقاق أَسمَاء الله للزجاجي:255، والإِنصاف فِي مسَائِل الْخلاف لِابْنِ الْأَنْبَارِي الْمَسْأَلَة الأولى، وأسرار الْعَرَبيَّة لَهُ: 4، والتبيين للعكبري: 132، وَشرح ابْن يعِيش: 1/23، وائتلاف النُّصْرَة: 27.
4 - فِي قَول ابْن مَالك: لفَعْلٍ اسْما صحّ عينا أفعُل

الصفحة 171