كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

(على خير الورى)
أَي أفضلهم بتفضيل من الله لَا بمزية وجدت فِيهِ؛ لِأَن المزية لَا تَقْتَضِي الْأَفْضَلِيَّة، والورى بِالْقصرِ: الْخلق، وَهَذِه الصّفة مُخْتَصَّة بِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام؛ وَلذَا اسْتغنى بهَا عَن التَّصْرِيح [5 أ] باسمه.
(وعَلى سَادَاتنَا)
جمع سادة، وسَادَة جمع سيّد وَهُوَ من سَاد قومه وفاقهم فِي الشّرف، وعَلى هَذَا فسادات جمعُ الْجمع ثمَّ أبدل مِنْهُ قَوْله:
(آله وَصَحبه الفضلا)
والآل: أَصله (أَهْلٌ) بِدَلِيل قَوْلهم فِي تصغيره (أُهَيْلٍ) فأبدلت الْهمزَة من الْهَاء لقرب الْمخْرج ثمَّ أبدلت الْهمزَة الثَّانِيَة ألفا، وَلم تبدل الْهَاء من أول وهلة؛، لِأَنَّهُ لم يعْهَد ذَلِك فِي مَوضِع فيقاس هَذَا عَلَيْهِ. وَقيل أَصله (أَوَلٌ) ? (جَمَلٍ) بِدَلِيل تصغيره على (أُوَيْلٍ) قلبت الْوَاو ألفا لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا، وَالْأول مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ1، وَالثَّانِي مَذْهَب الْكسَائي2، وآلُ الرجل عشيرته وَأَتْبَاعه وَتَخْصِيص آله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ببني هَاشم وَالْمطلب شَرْعِي لَا لغَوِيّ، والصَّحْب اسْم جمع
__________
1 - الْمُتَأَخّرُونَ من النُّحَاة يعزون هَذَا الرَّأْي لسيبويه، والمتقدمون يعزونه للأخفش وَهُوَ الْمُتَّفق مَعَ كِتَابه مَعَاني الْقُرْآن 1/93 قَالَ: (بَاب أهل وَآل ... وَإِنَّمَا هِيَ همزَة أبدلت مَكَان الْهَاء) وَقَالَ ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة 1/103 فِي معرض حَدِيثه عَن آل وَأَصلهَا وَأَن همزتها منقلبة عَن هَاء (وَالَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَل كَمَا قدّمناه وَهُوَ رَأْي أبي الْحسن فاعرفه) .
وَمن الَّذين عزوه لسيبويه أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الأشموني: 1/13.
2 - هُوَ رَأْي يُونُس بن حبيب وَوَافَقَهُ الْكسَائي ينظر قي ذَلِك الاقتضاب: 1/ 39، وَشرح التصريف الملوكي للثمانيني بتحقيقنا: 314.
وَينظر فِي إِضَافَة آل الْمرجع التالية: لحن الْعَامَّة لأبي بكر الزبيدِيّ: 41، وسر صناعَة الْإِعْرَاب: 100، والاقتضاب: 1/35، وَالرَّوْض الْأنف لِلسُّهَيْلِي: 1/167، والممتع لِابْنِ عُصْفُور: 348، والمساعد لِابْنِ عقيل: 2/ 347، والأشموني: 1/13، وهمع الهوامع: 4/285، والأشباه والنظائر: 2/207. والمعاجم الْكَبِيرَة (أهل أول) .

الصفحة 177