كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال
ومتعدّياً: فَهِمَ وسَمِعَ وشَرِبَ.
وَمِثَال (فَعَلَ) المفتوح لَازِما جَلَسَ وقَعَدَ وجَاءَ وقَامَ.
ومتعدّيا [8/ ب] ضَرَبَ وأكَلَ.
تَنْبِيه:
قد يشْتَرك فعل المضموم والمفتوح والمكسور فَيصير الْفِعْل الْوَاحِد مثلث الْمَاضِي1 نَحْو: نَقُب عَلَيْهِم فَهُوَ نقيب، ورفََُثَ فِي كَلَامه أفحش، وعَنُدَ عَن الطَّرِيق قَالَ، وأَمَر عَلَيْهِم أَي أَمِيرا، وخَثُرَ اللَّبن ثَخِنَ، وعَثُرَ الْمَاشِي انكَبَّ، وغَمُرَ المَاء صَار غامراً وقَذُرَ صَار قَذِراً، وكَدُر صَار كَدِراً، ومَضَرَ اللَّبن حَمُضَ، ونَضَر وَجهه نُضْرَةً نَعِمَ، وأَنُسَ بِهِ، وخَمِصَ بَطْنه ضَمُرَ، وقَنِطَ أيس، ورَفقَ بِهِ، وسَفِلَ ضدّ علا، وكَملَ صَار كَامِلا، وعَقمَتِ المرأةُ لم تحبل وَسَيَأْتِي فِي الحلقي شَيْء من هَذَا.
تَتِمَّة:
إِنَّمَا كَانَ للْفِعْل الرباعي بِنَاء وَاحِد وَهُوَ فَعْلَلَ كَمَا تقدّم لأَنهم التزموا فِيهِ الفتحات طلبا للخفة، لَكِن لما لم يكن فِي كَلَامهم أَربع متحركات مُتَوَالِيَة فِي كلمة وَاحِدَة سكّنوا حرفا مِنْهُ؛ وخصوا ثَانِيه لِأَن الأول لَا يكون إِلَّا متحركاً، وَآخر الْفِعْل مبنيّ على الْفَتْح، وَصَارَ الثَّانِي أولى من الثَّالِث، لِأَن الرَّابِع قد يسكن عِنْد اتِّصَال الْفِعْل بتاء الْفَاعِل أَو نونه كدَحْرَجْتُ فَيلْزم التقاء الساكنين لَو سكن
__________
1 - يرى النُّحَاة أَن هَذِه الْأَفْعَال من تدَاخل اللُّغَات، قَالَ ابْن خالويه فِي كِتَابه لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب 106: "لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فعْلٌ يستوعب الْأَبْنِيَة الثَّلَاثَة فعَل وفعُل وفعِل إِلَّا كمل وكدر وخثر وسخو وسرو". وَيُرَاجع دروس فِي التصريف: 64.
الصفحة 185