كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال
وعَلى هَذَا فَيصير الْمُسْتَثْنى من الضَّرْب الأولى اثْنَي عشر، وَمن الضَّرْب الثَّانِي ثَلَاثَة عشر، وَقد نظمت ذَلِك فَقلت1:
فَمِثْلُ يَحْسِبُ ذُو الوَجْهَيْنِ مِنْ فَعِلا ... يَلِغْ يُبِقْ تَحِمُ الحُبْلَى اشْتَهَتْ أُكُلا
وخَمْسَةٌ كَيَرِثْ بِالكَسْرِ وَهْيَ وَجِدْ ... وَقِهْ لَهُ وَوَكِمْ وَرِكْ2 وَعِقْ عَجِلا
[مضارع فَعَلَ المفتوح]
ثمَّ لما أنهى النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى الْكَلَام على أَحْكَام عين الْمُضَارع من (فَعُلَ) المضموم و (فَعِلَ) المكسور شرع فِي الْكَلَام على أَحْكَام الْمُضَارع من (فَعَلَ) مَفْتُوح الْعين، وَهِي أَرْبَعَة أَنْوَاع على مَا ذكره نوع يطّرد فِيهِ الْكسر، وَنَوع يطّرد فِيهِ الضَّم، وَنَوع يطّرد فِيهِ الْفَتْح، وَنَوع يطّرد فِيهِ جَوَاز الْكسر، وَالضَّم.
[بَاب ضَرَبَ]
وَالنَّوْع الأولى أَرْبَعَة أَقسَام: مَا فاؤه وَاو، أَو عينه أَو لامه ياءٌ، أَو مضاعف لَازم، وَإِلَيْهِ أَشَارَ بقوله:
(وأدِمْ
كسراً لعين مضارع يَلِي فَعَلا)
(ذَا الْوَاو فَاء أَو اليا عينا أَو كـ"أَتَى" ... كَذَا المضاعف لَازِما كـ"حَنَّ" طَلا)
أَي: وأدِمْ كسر عين الْمُضَارع الَّذِي يَلِي فَعَلَ المفتوح فِي تصريفه إِذا
__________
1 - أَي بحرق اليمني شَارِح لامية الْأَفْعَال.
2 - هَذِه الْكَلِمَة وَردت فِي ف وح وورك بواوين، وَهِي بِهَذِهِ الصُّورَة تكسر الْوَزْن، وَمَا أثْبته هُوَ الْمُوَافق لما فِي فتح الأقفال لبحرق: 65.
3 - أَي من بَيته السَّابِق:
وثقت مَعَ وري المخّ احوها وأدم
كسراً لعين مضارع يَلِي فعلا
الصفحة 196