كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال
وَمِثَال النَّوْع الرَّابِع:
[المضاعف اللَّازِم]
وَهُوَ المضاعف اللَّازِم من فَعَلَ المفتوح وَهُوَ آخر مَا يطرد فِيهِ الْكسر (حَنَّ يَحِنُّ) وَهُوَ مِثَال النَّاظِم و (تَبَّت يدُه تَتِبُّ) خسرت و (دَبَّ يَدِبُّ) و (غَبَّ اللحمُ يَغِبُّ) بَات و (غَبَّ) فِي ورده ورد يَوْمًا وَترك يَوْمًا و (رَثَّ الْحَبل يَرِثُّ) بَلِيَ، و (ضَجَّ يَضِجُّ ضَجِيجًا) صرخَ ? (عَجَّ يَعِجُّ) 2 و (صَحَّ جِسْمه يَصِحُّ) ، و (كَدَّ فِي عمله يَكِدُّ) بَاشرهُ بشدّة، و (نَدَّ الْبَعِير يَنِدُّ) شرد، و (قَرَّ يَقِرُّ) وَهَكَذَا، و (صَرَّ يَصِرُّ) صرخَ3 وَمِنْه {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} 4.
وَلما أنهى الْكَلَام على النَّوْع الأول بأقسامه الْأَرْبَعَة: وَهُوَ مَا يطّرد فِيهِ الْكسر فِي مضارع فَعَلَ المفتوح، شرع يتكلّم على النَّوْع الثَّانِي5 وَهُوَ أَرْبَعَة أَنْوَاع أَيْضا:
المضاعف المعدّى، وَمَا عينه، أَو لامه وَاو، وَمَا يدلّ على غَلبه الْمُفَاخَرَة.
وَقد أَشَارَ إِلَى النَّوْع الأول بقوله:
__________
1 - الْوَاو سَقَطت من ح.
2 - الْفِعْل عَجَّ جَاءَ من بَاب ضرب وَمن بَاب فَرح، وَمعنى عجَّ رفع صَوته وَصَاح وخصّه بالتهذيب بِالدُّعَاءِ والاستغاثة. ينظر لِسَان الْعَرَب (عجج) : 2/318.
3 - صرَّ يصِرُّ يُفَسِّرهَا المعجميون بصوَّت لَا بصرخ، وَلَعَلَّ التقارب الصوتي بَين التصويت والصراخ هُوَ الَّذِي جعل المُصَنّف يُفَسر صرّ بصرخ
4 - الذاريات: 29.
5 - وَهُوَ مَا يطّرد فِيهِ ضم عين الْمُضَارع.
الصفحة 202