كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

وَقد نظمتها فَقلت:
وَمثل صدّ بِوَجْهَيْنِ ثمانيةٌ [19/ب] ... عرّت وشتّ وأزّ الْقدر حِين علا
فرّ النَّهَار وأصّت نَاقَة كَذَا ... رزّ الْجَرَاد وكعّ خلّ أَي هزلا
فَهَذِهِ الثَّمَانِية تلْحق بالثمانية عشر فَيصير الْمُسْتَثْنى من هَذَا الضَّرْب سِتَّة وَعشْرين انْتهى.
التَّنْبِيه الثَّانِي:
قَالَ الشَّارِح1 أَيْضا: "اعْلَم أَن الْعلَّة فِي التزامهم ضم عين الْمُضَارع المضاعف المعدّى أَنه كثيرا مَا يتّصل بِهِ ضمير الْمَفْعُول ? (مدّه يمُدُه) فَلَو كسروا عينه لزم الِانْتِقَال من كسرة إِلَى ضمة وَهُوَ ثقيل2؛ وَلِهَذَا لم يشذّ مِنْهُ إِلَّا (حبّه يحبُِّه) مُنْفَردا، والخمسة الْمُشْتَركَة الَّتِي ذكرهَا النَّاظِم مَعَ الْأَرْبَعَة الَّتِي زدناها فانحصر الْمُسْتَثْنى مِنْهُ فِي عشرَة، وَأما المضاعف اللَّازِم فَإِنَّمَا كسروا عينه فرقا بَينه وَبَين المعدّى، فَلهَذَا سهل ضمه على ألسنتهم فَكثر المضموم مِنْهُ مُنْفَردا ومشتركاً كَمَا سبق حَتَّى بلغ الْمَجْمُوع اثْنَيْنِ وَسبعين، لَكِن مهما أمكن تَأْوِيل الضمّ أَنه بِاعْتِبَار تَعديَة الْفِعْل كَمَا فعلتُ ذَلِك فِي كثير من الْأَمْثِلَة ظهر وَجهه للطَّالِب" انْتهى.
__________
1 - فتح الأقفال: 89.
2 - قد لَا يسلم لَهُ هَذَا التَّعْلِيل وَذَلِكَ لِأَن بَين الكسرة اللَّازِمَة فِي عين الْكَلِمَة والضمة اللَّازِمَة فِي ضمير الْمَفْعُول فاصل هُوَ حَرَكَة لَام الْفِعْل وَهُوَ حاجز حُصَيْن، وَلابْن مَالك تَعْلِيل أقوى من تَعْلِيل الشَّارِح إِذْ يَقُول فِي التسهيل: 196 "لفعل تعدٍّ وَلُزُوم، وَمن معانية غَلَبَة الْمُقَابل، والنيابة عَن فعُل فِي المضاعف واليائي الْعين" فَابْن مَالك يرى أَن المضاعف اللَّازِم نَائِب عَن فعُل بِضَم الْعين فِي الْمَاضِي.

الصفحة 216