كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

فَإِن يَك الزَّائِد ضعف أصل ... فَاجْعَلْ لَهُ فِي الْوَزْن مَا للْأَصْل
وَأما الزَّائِد لغير تَكْرار فيعبّر عَنهُ بِلَفْظِهِ فَيُقَال فِي وزن أَعْلَمَ: (أَفْعَلَ) ، وضارَبَ (فَاعَلَ) ، وانْطَلَقَ (انْفَعَلَ) ، واسْتَخْرَجَ (اسْتَفْعَلَ) .
الثَّالِثَة: اعْلَم أَنه لَا يحكم بِزِيَادَة حرف إِلَّا بِدَلِيل، وَأقوى الْأَدِلَّة سُقُوطه فِي بعض التصاريف كسقوط همزَة أعْلَمَ، وَألف وَالَى فِي عَلِمَ، ووَلِيَ لَكِن شَرط1 الِاسْتِدْلَال بِسُقُوط الْحَرْف على زِيَادَته أَلا يكون سُقُوطه لعِلَّة تصريفية فَإِن كَانَ2 سُقُوطه لعِلَّة تصريفية كسقوط ألف طَالَ وخَافَ وقَالَ وبَاعَ فِيهِ طُلْتُ وخِفْتُ وقلْتُ وبِعْتُ، وَسُقُوط وَاو [28/أ] وعد فِي الْمُضَارع وَالْأَمر والمصدر3 لم4 يكن دَلِيلا على الزِّيَادَة، وَمِمَّا تعرف بِهِ زِيَادَة الْألف5 مَا ذكره فِي الْخُلَاصَة6 أَن مصاحبتها أَكثر من أصلين ? (ضَارب) وَسبق الْهمزَة وَالْمِيم ثَلَاثَة أحرف أصُول7 وَغير ذَلِك8 مِمَّا ذكره.
__________
1 - فِي ح بِشَرْط.
2 - كلمة كَانَ سَقَطت من ح.
3 - أَي المعوض عَن فائه بِالتَّاءِ كعدة.
4 - فِي ح وَلم.
5 - الْألف لَا تكون أصلا إِلَّا فِي الْحُرُوف والأسماء المبنية كألف على وإلاّ وحتّى وَمَا فَهَذِهِ ألفاتها أصُول، أمّا الْأَسْمَاء المتمكنة وَالْأَفْعَال، فألفاتها زَائِدَة أَو منقلبة عَن أصل وَاو أَو يَاء.
6 - وَهُوَ قَوْله:
فألف أَكثر من أصلين ... صَاحب زَائِد بِغَيْر مين
7 - وَلَا يخرم هَذِه الْقَاعِدَة النزاع فِي همزَة أَفْعَى وَالْمِيم فِي مُوسَى.
8 - جعل الصرفيون أَدِلَّة يسْتَدلّ بهَا على الزِّيَادَة مِنْهَا:
الِاشْتِقَاق، والتصريف، وَالْكَثْرَة، واللزوم، وَعدم النظبر، وَالدُّخُول فِي أوسع الْبَابَيْنِ، وَالْمعْنَى المطّرد.
ينظر شرح التصريف الملوكي للثمانيني: 198، الممتع لِابْنِ عُصْفُور: 1/ 39.

الصفحة 236