كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

بالمهملتين إِذا تعلّق بعنقه وَركبهُ، واعْلَوَّطَنِي غريمي لزمني.
وَمِنْهَا افْعَوْلَلَ:
بِزِيَادَة همزَة الْوَصْل وَالْوَاو بَين الْعين وَاللَّام الأولى نَحْو: (اعْثَوْجَجَتْ) يُقَال اعْثَوْجَجَ البعيرُ [33/ ب] بِالْعينِ والثاء المثلّثة بِمَعْنى ضخُم وغلُظ، وَبِمَعْنى أسْرع كَذَا أوردهُ النَّاظِم1 رَحْمَة الله تَعَالَى بجيمين، قد اعْتَرَضَهُ الشَّارِح بأنّ "الْمَشْهُور فِي كتب التصريف اعْثَوْثَجَ بإبدال الْجِيم الأولى بالثاء المثلّثة، لَكِن نقل صَاحب الْقَامُوس مَا يؤيّد المصنّف، وَيُوجد فِي بعض النّسخ اعْثَوْثَجَ كَمَا اشْتهر فِي كتب التصريف وَهُوَ تَصْحِيف؛ لِأَنَّهُ حينئذٍ تَكرار مَعَ افْعَوْعَلَ نَحْو اعْشَوْشَبَ المكانُ، واحْلَوْلَى الشرابُ وَقد سبق"2.
وَمِنْهَا فَيْعَلَ:
بِزِيَادَة الْمُثَنَّاة تَحت بَين الْفَاء وَالْعين نَحْو (بَيْطَرْتُ) يُقَال بَيْطَرَ الرجلُ بِالْبَاء الْمُوَحدَة والطاء الْمُهْملَة إِذا عمل البَيْطَرَةَ ومعالجة الدَّوَابّ.
وَمِنْهَا فَنْعَلَ:
بِزِيَادَة النُّون بَين الْفَاء وَالْعين نَحْو (سَنْبَلَ) الزَّرْع إِذا أخرج سنابله، وَالْأَكْثَر على أَن نونه أصليّة فوزنه فَعْلَلَ أَفَادَهُ الشَّارِح3.
__________
1 - شرح التسهيل: 3/461 "وَمِثَال اِفْعَوْلَلَ واِفْعيَّلَ: اِعْثَوْجَجَ واِهْبَيَّخَ".
2 - فتح الأقفال: 248.
3 - فتح الأقفال: 148.
أَقُول: من نظر إِلَى أنّ النُّون الثَّانِيَة الساكنة لَا يحكم بزيادتها إِلَّا بثبت قَالَ إِن نون سنبل أَصْلِيَّة، وَمن نظر إِلَى الِاشْتِقَاق وَأَن السبل والسنبل بِمَعْنى وَاحِد حكم على نون سنبل بِالزِّيَادَةِ؛ وَلِهَذَا لم يقطع الشَّارِح بِأحد الْقَوْلَيْنِ.

الصفحة 250