كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

تَنْبِيه:
إِنَّمَا زادوا هَذِه الأحرف فِي الْمُضَارع ليحصل الْفرق بَينه وَبَين الْمَاضِي، واختصّت الزِّيَادَة بالمضارع دون الْمَاضِي لِأَنَّهُ فَرعه فَهُوَ مُؤخر عَنهُ، وَالْأَصْل عدم الزِّيَادَة، فاختصّ الأَصْل بِالْأَصْلِ، وَالْفرع بالفرع طلبا للمناسبة.
وسمِّي مضارعاً لمضارعته الِاسْم فِي الحركات والسكنات نَحْو ضَارِبٍ ويَضْرِبُ؛ وَلذَا أعرب، والمُضارَعَة المشابهة مَأْخُوذَة من ارتضاع اثْنَيْنِ من ضرع امْرَأَة فهما أَخَوان.
وَأما حَرَكَة أوّله وَهُوَ الحكم الثَّانِي فَأَشَارَ إِلَيْهَا بقوله:
[حَرَكَة حُرُوف المضارعة]
(....وَله
ضمٌّ إِذا بالرباعي مُطلقًا وصلا
(وافتحه متّصلاً بِغَيْرِهِ)
أَي حق الْحَرْف المفتتح3 بِهِ أول الْمُضَارع الضمُّ إِذا اتَّصل بِفعل ماضيه
__________
1 - يرْنأ فعل رباعي مَاض مَهْمُوز اللَّام مُشْتَقّ من اليُرَنَّاء وَهُوَ مثل الحنَّاء، قَالَ ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة فِي غَرِيب الحَدِيث 5/295: "فِي حَدِيث فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن اليرنَّاء، فَقَالَ: "مِمَّن سَمِعت هَذِه الْكَلِمَة؟ " فَقَالَت من خنساء. قَالَ القتيبي اليرنَّاء الحنَّاء، وَلَا أعرف لهَذِهِ الْكَلِمَة فِي الْأَبْنِيَة مثلا"ا?.
2 - من قَوْله:
وافتحه متّصلاً لغيره ولغيـ ... ر الْيَاء كسراً أجز فِي الآت من فَعِلا
3 - فِي ح المنفتح.

الصفحة 254