كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

وانْقَادَ) وَهُوَ التَّاء فِي الأول وَالْقَاف فِي الثَّانِي (كاُخْتِيْرَ الَّذِي فضلا) ، واُنْقِيْدَ لَهُ، وأصلهما اُخْتُيِرَ بِضَم1 الْفَوْقِيَّة، وَكسر التَّحْتِيَّة، واُنْقُوِدَ بِضَم الْقَاف، وَكسر الْوَاو، على وزن أُقْتُدِرِ عَلَيْهِ، استثقلت الكسرة على حرف الْعلَّة بعد ضمةٍ فحذفت الضمة ثمَّ نقلوا الكسرة مَكَانهَا فَسلمت الْيَاء من اُخْتِيْرَ كَمَا سلمت فِي بِيْعَ، وقلبت الْوَاو يَاء من اُنقِيْدَ لسكونها بعد كسركما قلبت فِي قيل فَصَارَ اُخْتِيْرَ واُنْقِيْدَ.
تَنْبِيه:
كَمَا يجوز الْكسر فِي الْفَاء يجوز الإِشمام وَهُوَ الإِتيان بِبَعْض الكسرة والضمة، وَبِهِمَا قرئَ فِي السَّبع2، وَمن الْعَرَب3 من يَأْتِي بضمة خَالِصَة فَيَقُول بُوْعَ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
حُوْكَتْ على نَوْلَيْنِ إذْ تُحَاكُ
تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ وَلَا تُشَاكُ4
__________
1 - أَي التَّاء الْفَوْقِيَّة، وَالْيَاء التَّحْتِيَّة.
2 - كَقَوْلِه تَعَالَى {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ} بالإشمام فِي قيل وغيض فِي قِرَاءَة الْكسَائي وَهِشَام، والقراء يسمّون الإشمام النَّحْوِيّ روماً.
ينظر: التَّيْسِير للداني: 72، والنشر: 2/208، إتحاف فضلاء الْبشر: 2560.
3 - وهم بَنو فقعس ودبير قبيلتان من فصحاء بني أَسد.
ينظر: شرح ابْن عقيل: 1/358.
4 - الْبَيْت من الرجز، وَقد عزا الشَّيْخ مُحَمَّد عبد الْعَزِيز النجار فِي التَّوْضِيح والتكميل لبَعْضهِم نسبته لرؤبه وَقَالَ: وَقيل لراجز غير معيّن.
ويروي مَكَان نولين: نيرين، والنير بِكَسْر النُّون علم الثَّوْب أَو لحْمَته؟ وَالنُّون اسْم للخشبة الَّتِي يلف عَلَيْهَا الحائك الشقة المُرَاد نسجها.
وَالْبَيْت فِي الْمنصف: 1/250، وتخليص الشواهد: 495، والدرر اللوامع: 6/261، وتستشهد بِهِ جلّ شُرُوح ألفية ابْن مَالك عِنْد قَول النَّاظِم:
واكسر أَو اشمم فاثلاثي أعل ... عينا وضمٌّ جا ك (بوع) فَاحْتمل

الصفحة 264