كتاب فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

الثَّالِث: الْأَمر بالصيغة مبنيٌّ على الرَّاجِح1 وَهُوَ مَذْهَب الْبَصرِيين، إِلَّا أَنه جرى فِي بنائِهِ مجْرى الْمُضَارع المجزوم، وَمذهب الْكُوفِيّين أَنه مُعرب بِالْجَزْمِ، وَاسْتَدَلُّوا بإعطائه حكم الْمُضَارع المجزوم من حذف الْحَرَكَة فِي الصَّحِيح، وَحذف الآخر فِي المعتل، وَحذف النُّون الَّتِي هِيَ عَلامَة الرّفْع فِي الْأَمْثِلَة الْخَمْسَة كافْعَلا وافْعَلُوا وافْعَلِى، وَعِنْدهم أَن الْجَازِم لَهُ لَام الْأَمر مقدرَة، ورد البصريون بِأَن إِضْمَار الْجَازِم ضَعِيف كإضمار الْجَار، وَبِأَن الأَصْل فِي الْفِعْل الْبناء، وَالْأَمر لم يشبه الِاسْم كَمَا أشبهه الْمُضَارع فيعرب، وَإِنَّمَا حذفت مِنْهُ الْحَرَكَة والحرف لِأَنَّهُمَا من عَلَامَات الإِعراب وَهُوَ غير مُعرب وَالله أعلم.
__________
1 - ينظر فِي هَذِه الْمَسْأَلَة: المقتضب: 2/3، 4، 131، ومشكل إِعْرَاب الْقُرْآن لمكي: 1/11، والأمالي الشجرية: 2/355، والتبيين للعكبري: 176، وأسرار الْعَرَبيَّة: 317، والإِنصاف: الْمَسْأَلَة 72.

الصفحة 271