كتاب أصول علم العربية في المدينة

مختلف فمن نازعَ من يقوى عليه أظهره غيظاً وغضباً، ومن نازع من لا يقوى عليه أظهره حُزْناً وجزعا1.
5- المثبور:
روي عن ابن عباس في تفسير كلمة "مثبور" في قوله تعالى: {إِنّي لأظُنًّكَ يا فِرعَون مَثْبُوراً} 2 ثلاثة أقوال:
أحدها: أن مثبوراً بمعنى ملعون3.
والثاني: أنه بمعنى مغلوب4.
والثالث: أنه بمعنى ناقص العقل، ونقصان العقل أعظم هُلْكٍ5.
6- المترف:
روي عن ابن عباس أنه فسر "المترفين " في قوله عز وجل: {إِنهُم كَانوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} 6 بأن المراد منه هو التوسع في نعيم الدنيا.
وذهب أبو عبيدة وجماعة إلى أنه بمعنى: متكبرين7.
ووافق أكثرُ العلماء8 ابن عباس.
ولما كان الشعر ديوان العرب، ومنتهى حكمهم، به يأخذون، وإليه يصيرون؛ فقد جعل ابن عباس الشعر دليلا على كثير من شروحه اللغوية، وكان يحثّ على الاستفادة من الشعر في مقام شرح الغريب، فقد روي عنه
__________
1 ينظر المفردات (أسف) 75، وعمدة الحفاظ (أسف) 16.
2 سورة الإسراء: الآية 102.
3 ينظر: جامع البيان 8/159.
4 نفسه8/159.
5 المفردات (ثبر) 172.
6 سورة الواقعة: الآية 45.
7 ينظر: مجاز القرآن 2/251، والجامع لأحكام القرآن 17/213.
8 ينظر: معاني القرآن للفراء3/127، وإعراب القرآن للنحاس 3/331، واللسان (ترف) 9/17.

الصفحة 372