كتاب أصول علم العربية في المدينة

4- سئل ابن عباس عن معنى "يفتنكَم" في قوله عزّ وجلّ: {وإذَا ضَرَبْتُم في الأرْض فَلَيس عَلَيْكُم جُنَاحٌ أن تَقْصرُوا مِن الصَّلوة إن خفتمْ أًن يَفْتِنَكُم الَّذينَ كَفَرُوا} 1 فقال: يضلكم بالعذاب والجهد بلغة هوازن، أما سمعت قول الشاعر:
كل امرِئ مِن عِباد الله مُضْطهَدٍ ... ببَطْن مَكَّة مقهورٌ ومفتون2
والذي في "اللغات في القرآن " أن معنى {فتنُوا الْمؤْمِنينَ والمُؤْمِنَات} 3 أخرجوهم بلغة القريش4.
ثالثا: المعرب:
يعد ابن عباس من أقدم القائلين بوقوع المعرب في القرآن الكريم5 ونقل عنه أئمة اللغة والتفسير الشيء الكثير في ذلك6 وفي رسالة "اللغات في القرآن" المنسوبة إليه قدر صالح من المعرب يشير إِليه بـ "التوافْق" كقوله: وافقت لغة العرب لغة الفرس أو الحبشة ونحو ذلك.
وفيما يلي نماذج مختصرة مما أثر عن ابن عباس في المعرب:
1- روى ابن جرير بسنده عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى: {فرَّت مِن قسْوَرَة} 7 فقال: هو بالعربية الأسد، وبالفارسية شار، وبالنبطية أريا، وبالحبشية قسورة8.
__________
1 سورة النساء: الآية 10.
2 ينظرْ الإتقان 1/169.
3 سورة البروج: الآية 10.
4 ينظر: اللغات في القرآن 53
5 ينظر: المهذب 192.
6 ينظر: جامع البيان 1/31.
7 سورة المدثر: الآية 51.
8 ينظر: جامع البيان 1/31، وقصد السبيل 1/105.

الصفحة 375