كتاب معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

رَابِعا: التَّوَجُّه إِلَى الله تَعَالَى بِالصَّلَاةِ، والتوجه إِلَى النَّاس بالدعوة إِلَيْهِ تَعَالَى وَالصَّبْر فِي سَبِيل الدعْوَة ومتاعبها:
أ - الْأَمر بِإِقَامَة الصَّلَاة:
يَقُول لُقْمَان لِابْنِهِ كَمَا ورد فِي قَول الْحق تبَارك وَتَعَالَى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ} 1.
فرض الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على عباده عبادات لَهَا أَثَرهَا فِي تَهْذِيب سلوك الْإِنْسَان، وَإِصْلَاح الْقُلُوب وَمن هَذِه الْعِبَادَات الصَّلَاة، وَهِي الرُّكْن الثَّانِي من أَرْكَان الْإِسْلَام وعموده الَّذِي لَا يقوم إِلَّا بِهِ فقد ثَبت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رَأس الْأَمر الْإِسْلَام وعموده الصَّلَاة وذروة سنامه الْجِهَاد فِي سَبِيل الله" الحَدِيث2.
وَالصَّلَاة هِيَ أول مَا أوجبه الله تَعَالَى على عباده من الْعِبَادَات، وَفد فرضت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ من مَكَّة إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء، يَقُول أنس رَضِي الله عَنهُ: "فرضت الصَّلَاة على النَّبِي لَيْلَة أسرى بِهِ خمسين، ثمَّ نقصت حَتَّى جعلت خمْسا ثمَّ نُودي يَا مُحَمَّد: إِنَّه لَا يُبدل القَوْل لدىّ، وَإِن لَك بِهَذِهِ الْخمس خمسين" 3.
__________
1 - سُورَة لُقْمَان: آيَة (18) .
2 - التِّرْمِذِيّ: الْجَامِع الصَّحِيح 5/12 كتاب الْإِيمَان (41) بَاب مَا جَاءَ فِي حُرْمَة الصَّلَاة (8) رقم الحَدِيث (2616) .
3 - الْمرجع السَّابِق: 1/417 أَبْوَاب الصَّلَاة، بَاب مَا جَاءَكُم فرض الله على عباده من الصَّلَوَات رقم الحَدِيث (213) .
وَانْظُر كَذَلِك أَحْمد ابْن حَنْبَل: مُسْند الإِمَام أَحْمد 3/161.

الصفحة 451