كتاب معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين، قَالَ: هَذَا لعبدي ولعبدي مَا سَأَلَ"1.
7 - فِي الصَّلَاة تدريب للْمُسلمِ على النظام وتعويد لَهُ على الطَّاعَة وَيظْهر هَذَا وَاضحا فِي صَلَاة الْجَمَاعَة إِذْ يقف الْمُسلمُونَ فِي صُفُوف مُسْتَقِيمَة متلاصقة فَلَا عوج وَلَا فرج، الْمنْكب إِلَى الْمنْكب، والقدم إِلَى الْقدَم، فَإِذا كبّر الإِمَام كبّروا، وَإِذا قَرَأَ أَنْصتُوا، وَإِذا ركع ارْكَعُوا، وَإِذا سجد اسجدوا، وَإِذا سلم سلمُوا.
فَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "أما مَا يخْشَى أحدكُم أَو لَا يخْشَى أحدكُم إِذا وَقع رَأسه قبل الإِمَام أَن يَجْعَل الله رَأسه رَأس حمَار أَو يَجْعَل الله صورته صُورَة حمارٍ"2.
8 - فِي صَلَاة الْجَمَاعَة دعم لعاطفة الْأُخوة وتقوية لروابط الْمحبَّة وَإِظْهَار للقوة فبالاجتماع تذْهب الضغائن وتزول الأحقاد وتتآلف الْقُلُوب وتتحد الْكَلِمَة، قَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} الْآيَة3.
ب - بعد مَا أَمر لُقْمَان ابْنه بالإِيمان بِاللَّه وَعدم الْإِشْرَاك بِهِ، وَالْقِيَام ببر الْوَالِدين والثقة بعدالة الْجَزَاء والتوجه إِلَى الله بِالصَّلَاةِ، أمره بِالْقيامِ بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَن الْمُنكر، لما فِي ذَلِك من آثَار حب الْفَضِيلَة وأساس من أسس صَلَاح الْمُجْتَمع الإنساني بِالْإِضَافَة إِلَى أَن ممارسته يوقظ الشُّعُور وينبه الضَّمِير ويخيف الْمُقدم على الْمُنكر، وَإِذا تضامن النَّاس فِي ذَلِك - كَمَا
__________
1 - مُسلم: صَحِيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ 4/345، - كتاب الصَّلَاة (4) بَاب وجوب قِرَاءَة الْفَاتِحَة
(11) ، الحَدِيث 38/395.
2 - البُخَارِيّ: صَحِيح البُخَارِيّ بشرح فتح الْبَارِي 2/182، كتاب الْأَذَان (10) ، بَاب إِثْم من رفع رَأسه قبل الإِمَام 31 رقم الحَدِيث (691) .
3 - سُورَة التَّوْبَة: آيَة (11) .

الصفحة 454