كتاب تأملات في مماثلة المؤمن للنخلة

لا يسقطُ ورقُها، وإنَّها مثلُ المسلم، فحدِّثوني ما هي؟ " فوقع الناس في شجر البوادي1. قال عبد الله: ووقع في نفسي أنَّها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله؟ فقال: "هي النخلة".
قال: فذكرتُ ذلك لعمر. قال: لأَنْ تكون قلتَ: هي النخلة، أحبّ إليّ من كذا وكذا2. وهذا لفظ مسلم.
ورواه البخاري من طريق سليمان، عن عبد الله بن دينار به3.
ومن طريق مالك، عن عبد الله بن دينار به4.
وروى البخاري ومسلم عن ابن أبي نُجيح، عن مجاهد قال: صحِبتُ ابنَ عمر إلى المدينة فلم أَسمعهُ يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأُتي بجُمّار، فقال: "إنَّ من الشجر شجرةً مثلها كمثل المسلم". فأردتُ أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة" 5.
ورواه البخاري من طريق أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل جُمَّاراً، فقال: "من الشجر شجرةٌ كالرجل المؤمن". فأردتُ أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أحدثهم. قال: "هي النخلة" 6.
__________
1 أي: "ذهبت أفكارهم في أشجار البادية، فجعل كلٌّ منهم يفسِّرها بنوع من الأنواع، وذهلوا عن النخلة". فتح الباري لابن حجر (1/146) .
2 البخاري (1/38) ، ومسلم (4/2164) .
3 البخاري (1/38) .
4 البخاري (1/63) .
5 البخاري (1/43) ، ومسلم (4/2165) .
6 البخاري (2/115) .

الصفحة 201