كتاب موجز تاريخ اليهود والرد على بعض مزاعمهم الباطلة
ثَمَان من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة إِلَى (مُؤْتَة) 1 لمقاتلة الرّوم2، ثمَّ كَانَت غَزْوَة تَبُوك سنة تسع من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة3، وَفِي آخر عَهده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جهّز جَيش أُسَامَة بن زيد رَضِي الله عَنهُ إِلَى تخوم البلقاء من الشَّام4، وَقد سيّر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ذَلِك الْجَيْش بعد وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم5. وَفِي عهد الْخَلِيفَة الصّديق رَضِي الله عَنهُ كَانَت موقعة (أجنادين) 6 الَّتِي نصر الله فِيهَا جَيش الْمُسلمين بقيادة خَالِد ابْن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ ونتج عَنْهَا فتح عدَّة مدن بفلسطين مِنْهَا: نابلس وعسقلان وغزة والرملة وعكا وَغَيرهَا، وَبِهَذَا مُهّد الطَّرِيق للزحف إِلَى بَيت الْمُقَدّس7، ودعم ذَلِك موقعة (اليرموك} الَّتِي انتصر فِيهَا الْمُسلمُونَ.
وَفِي عهد الْخَلِيفَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وجّه جَيْشًا بقيادة أبي عُبَيْدَة ابْن الْجراح رَضِي الله عَنهُ لفتح بَيت الْمُقَدّس الَّتِي حاصرها مُدَّة أَرْبَعَة أشهر حَتَّى طلب أَهلهَا الصُّلْح واشترطوا أَن يتَوَلَّى الْخَلِيفَة عمر بِنَفسِهِ استلام الْمَدِينَة، وَهَكَذَا كَانَ فجَاء عمر رَضِي الله عَنهُ وَكتب لَهُم وَثِيقَة الْأمان وَبنى مَسْجده فِي بَيت الْمُقَدّس9.
__________
1 - منْطقَة تقع فِي شَرق الْأُرْدُن شمال البتراء، وعَلى مسيرَة أحد عشر كَيْلا جنوب الكرك.
انْظُر: (المعالم الأثيرة فِي السّنة والسيرة ص237 مُحَمَّد شرّاب) .
2 - انْظُر: السِّيرَة النَّبَوِيَّة 4/23 - 45 لِابْنِ هِشَام، تَارِيخ الْإِسْلَام (الْمَغَازِي) ص479 للذهبي.
3 - انْظُر: المرجعين السَّابِقين 4/215 - 236، ص627.
4 - انْظُر: المرجعين السَّابِقين 4/384، 385 - 396، ص713.
5 - انْظُر: تَارِيخ الْإِسْلَام (عهد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين) ، ص19 للذهبي.
6 - منْطقَة بفلسطين فِي الْجنُوب الغربي لبيت الْمُقَدّس، من أَعمال الْخَلِيل. انْظُر: (المعالم الأثيرة ص20 مُحَمَّد شُرَّاب) .
7 - انْظُر: تَارِيخ الْإِسْلَام (عهد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين) ، ص81 - 83.
8 - نهر اليرموك طوله 57 كَيْلا، وَهُوَ الْحَد الْفَاصِل بَين سورية والأردن، وَقد نشبت معركة اليرموك فِي سهل الواقوصة. انْظُر: (المعالم الأثيرة ص297) مُحَمَّد شُرَّاب.
9 - تَارِيخ الْإِسْلَام (عهد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين) ص162 للذهبي، الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة 7/55 لِابْنِ كثير.
الصفحة 237
535