كتاب المنصوب على التقريب

إنه لعظيم جعلهم هو فصلاً في المعرفة وتصييرهم إيّاها بمنزلة (ما) إذا كانت ما لغواً؛ لأن هو بمنزلة أبوه ولكنهم جعلوها في ذلك الموضع لغواً كما جعلوا ما في بعض المواضع بمنزلة ليس، وإنما قياسها أن تكون بمنزلة كأنما وإنما"1.
__________
1 الكتاب 2/ 397.
المبحث الرابع: توسيط الخبر
أما توسيط الخبر فقد اختلفوا فيه فأجازه الكسائي ومنعه الفراء قال أبو حيان: "واختلفوا في توسيط خبر التقريب فأجازه الكسائي ومنعه الفراء"1 وللمجيز أن يستدل بقول حسَّان رضي الله عنه:
أَتَرْضَى بِأنَّا لَمْ تَجِفَّ دِمَاؤُنا ... وَهَذا عَرُوْساً بِاليَمَامَةِ خَالِدُ2
إذ نصب عروساً خبراً للتقريب ورفع خالداً اسماً للتقريب.
__________
1 ارتشاف الضرب: 2/ 73.
2 البيت من الطويل وهو في ملاحق ديوان حسّان: 381، وروايته فيه برفع عروس واستشهد به ابن السراج في الأصول 1/ 153:على جواز رفع "عروس" ونصبه قال: "وينشد هذا البيت على وجهين - ثم أورد البيت - وقال فينصب عروس ويرفع" وهو في شرح اللمع 372، وتثقيف اللسان:78، وتصحيح التصحيف: 379 بالنصب.
المبحث الخامس: تقديم معمول الخبر عليه
يجوز في المنصوب على التقريب أن يتقدم عليه معموله كما رأينا في قوله تعالى: {هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيةً} 1 فـ (لكم) متعلق بـ (آية) وقد تقدّم عليه وكذلك بيت جرير السابق.
هَذا ابْنُ عَمِّي في دِمَشْقَ خَلِيْفَةً
فـ (في دمشق) متعلق بـ (خليفة) وقد تقدّم عليه.
__________
1 الأعراف: 73.

الصفحة 507