كتاب إفادة المبتدي المستفيد فى حكم إتيان المأموم بالتسميع

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على ما أنعم، وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وصحبه وسَلَّم، وبعد:
فإنَّ السنَّة عند إمامنا الشافعي رضي الله عنه لكل مُصل -من إمام ومأموم ومنفرد- إذا ابتدأ برفع رأسه من الركوع أن يقول: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه"، فإذا انتصب قائمًا، واعتدل بعوده إلى الهيئةِ التي كان عليها قبل رُكُوعِه، قال: "ربَّنا لك الحمد"؛ لما ثبت في الصحيحين (¬1) وغيرِهما من حديث أبي هريرة: "أنه عليه الصلاة والسلام كان يقولُ: (سمع الله لمن حَمِدَه) حين يَرْفَعُ صُلْبَهُ من الركوع، ثم يقول وهو قائم: (ربنا ولك [الحمد] (¬2) ". وعند البخاري: "ربنا لك الحمد" (¬3)، وقال بعض رواته: "ولك الحمد" (¬4).
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (2/ 272) - الفتح، و"صحيح مسلم" (1/ 293، 294).
(¬2) هذه الكلمة سقطت من المخطوط.
(¬3) "صحيح البخاري" (2/ 272).
(¬4) وهو الذي اتفق عليه أكثر الرواة. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قال العلماء: الرواية بثبوت الواو أرجح، وهي [أي الواو] زائدة، وقيل: عاطفة على محذوف، وقيل: هي واو الحال. قاله ابن الأثير، وضعَّف ما =

الصفحة 17