كتاب إفادة المبتدي المستفيد فى حكم إتيان المأموم بالتسميع

التي كانت ميتةً في زماننا، لكن أحياها الله على يد مَن شاء، فأحياهُ الله كما أحياها وغَيْرَها مِن الأمور المهملة.
وقد اقتصرت فيها على هذه الأحرف النزْرةِ، متبرِّعًا بالإِشارة إلى دليلها وتعليلها؛ لتُحْفَظَ ويُعْلَمَ أنها مذهبنا لا شك فيه، ولا خلاف ولا غبار عليه، عَلِمَه مَن عَلِمَه، وجَهِله مَن جهله.
ومع اختصارها ضمَّنتُها ما لا يوجد في الكتب المطوَّلة، مع أنَّ المصلِّيَ لو اقتصر على التسميع دون التحميد، أو تركهما معًا، وتكبيراتِ الانتقال أو الأذكار التي هي هيئاتٌ -وهي معروفة- عمدًا أو سهوًا، كُرِه له كراهةَ ننزيه عندنا وعند الجمهور (¬1) ولم يأثم ولا تبطُل صلاته، ولا يسجد للسهو. لكن ينبغي الإِتيان به (¬2)، والمحافظة عليها (¬3)، بل قال الشافعي في كتابه "الأم" -وتابعه الأصحاب (¬4) -: "لو قال: (مَن حمد الله سمع له) أجزأه".
¬__________
= كان ذا حظ من العبادة. له "النجم الوهاج في شرح المنهاج" أربع مجلدات. توفي بالقاهرة سنة ثمان وثمانمائة. انظر: "الضوء اللامع" (10/ 59 - 62)، و "شذرات الذهب" (7/ 79، 80).
(¬1) فقد ذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي إلى أن الإِتيان بهذه الأذكار سنة. وهو -أيضًا- رواية عن أحمد. وذهب أحمد في المشهور عنه إلى أن ذلك واجب مع الذكر. انظر "الإِفصاح" لابن هبيرة (1/ 150).
(¬2) كذا في الأصل، ويمكن عود الضمير على معنى "اللفظ".
(¬3) يمكن عود الضمير على معنى "السنة".
(¬4) انظر: "الأم" (1/ 112)، و"المجموع" (3/ 391).

الصفحة 35