كتاب مجموعة الحديث على أبواب الفقه (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء السابع، الثامن، التاسع، العاشر) (اسم الجزء: 2)
2348- وعن شداد بن أوس أن رسول الله 1 صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع وهو يحتجم - وهو آخذ بيدي - لثمانَ 2 عَشرةَ خلت من رمضان. فقال: "أفطر الحاجم والمحجوم". رواه الخمسة 3 إلا الترمذي، ولفظه لأبي داود، ورواه ابن ماجه والحاكم وقال: هو حديث ظاهر صحته، وصححه أحمد وإسحاق وابن المديني.
وقال ابن خزيمة: 4 ثبت الخبر 5 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفطر الحاجم والمحجوم".
2349- وعن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم". رواه البخاري 6 7.
__________
1 في المخطوطة: (النبي) .
2 في المخطوطة: (لثماني) .
3 سنن أبي داود: كتاب الصوم (2/308) ، وسنن النسائي الكبرى في الصوم، كما في تحفة الأشراف (4/141, 144, 146) ، وابن ماجة في الصيام (1/537) ، والحاكم في المستدرك (1/428، 429) ، من عدة طرق, ونقل تصحيح الأئمة له.
4 صحيح ابن خزيمة (3/227) .
5 في المخطوطة: (ثبتت الأخبار) ، والتصحيح من ابن خزيمة.
6 صحيح البخاري: كتاب الصوم (4/174) ، ونسبه المجد في المنتقى لأحمد أيضاً, وقد ورد هذا الحديث عن ابن عباس بألفاظ: (احتجم وهو محرم) ، (احتجم وهو صائم) و (احتجم وهو محرم صائم) ، وذكر ذكر أهل الحديث هذه الروايات في كتبهم, وقد ثبت حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم"، فقد رواه عن النبي ? أربعة عشر صحابياً، وليس واحد منها في الصحيحين. وثبت كذلك الترخيص في الحجامة, في الصحيح وأهل السنن، لذا اختلف العلماء تجاه هذه الأحاديث: فذهب الجمهور بما فيهم الأئمة الثلاثة: مالك وأبو حنيفة والشافعي إلى الترخيص في الحجامة، ويرون أن حديث الترخيص ناسخ لحديث الإفطار: "أفطر الحاجم والمحجوم"، وذهب أحمد والأوزاعي إلى لفظ: وأن الحجامة مفطرة. وانظر: الفتح، وتهذيب السنن لابن القيم، والتلخيص الحبير, ونصب الراية, لبيان هذه الأحاديث وما فيها، وأقوال العلماء ونحوها.
7 من أول حديث رقم (2347) حتى هنا، كتب في هامش النسخة.