كتاب مجموعة الحديث على أبواب الفقه (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء السابع، الثامن، التاسع، العاشر) (اسم الجزء: 2)

2370- روى زيد بن وهب 1 قال: "كنت جالساً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رمضان، في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأتينا بعساس فيها شراب من بيت حفصة، فشربنا ونحن نرى أنه من الليل. ثم انكشف السحاب، فإذا الشمس طالعة. قال: فجعل الناس يقولون: نقضي يوماً مكانه. فقال عمر: والله لا نقضيه، ما تجانفنا لإثم".
2371- وفي الموطأ 2 أنه قال: "الخطب يسير".
__________
1 رواه عبد الرزاق في مصنفه (4/179) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (3/24) ، والبيهقي في السنن الكبرى (4/217) ، ونسبه في ملخص كنز العمال (3/342) لأبي عبيد في الغريب. وانظر: التلخيص الحبير (2/211) .
2 موطأ مالك (1/303) ، ومن طريقه الشافعي، انظر: بدائع المنن (1/263) ، ورواه أيضاً عبد االرزاق في مصنفه (4/178) ، والبيهقي في السنن الكبرى، من طريق الشافعي عن مالك (4/217) ، ثم قال: قال الشافعي: يعني: قضاء يوم مكانه, وعلى ذلك حمله أيضاً مالك بن أنس, ورواه سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن أخيه عن أبيه عن عمر, وروي من وجهين آخرين عن عمر مفسراً في القضاء. ثم ذكر ثلاث روايات عن عمر، وفيها التصريح بالقضاء. ثم قال: وفي تظاهر هذه الروايات عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في القضاء, دليل على خطإ رواية زيد بن وهب في ترك القضاء. ثم ذكر رواية زيد المارة برقم (2370) ، ثم قال: وكان يعقوب بن سفيان الفارسي يحمل على زيد بن وهب بهذه الرواية المخالفة للروايات المتقدمة, ويعدها مما خولف فيه, وزيد ثقة إلا أن الخطأ غير مأمون, والله يعصمنا من الزلل والخطايا بمنه وسعة رحمته. اهـ.

الصفحة 533